منبج: اتفاق تركي ـ أميركي و«المجلس العسكري» ينفي

لا تزال قضية الشمال السوري، والوجود الأميركي فيها، بالتعاون والتحالف مع القوات الكردية، محلّ تجاذب بين واشنطن وأنقرة. بعد أن دخلت القوات التركية، بالتعاون مع مسلحي درع الفرات شمالاً، منطقة عفرين التي كانت مركزاً أساسياً للوجود الكردي المسلح، بقيت منطقتا منبج وتل رفعت، تشكلان حجر العثرة أمام بسط النفوذ التركي على كامل منطقة شرق الفرات، حتى الحدود التركية السورية.

ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، أن تركيا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق على خطة لسحب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من مدينة منبج في شمالي سوريا. جاء التقرير بينما تشهد علاقات البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي حالة من التوتر، جراء سياسة كل منهما في سوريا، التي أدّت إلى تضارب في المصالح والأهداف، وصل إلى حدّ أن يقاتل الجيش التركي حلفاء واشنطن الأقرب في سوريا، وهم الأكراد.

أنقرة أظهرت مراراً غضبها ورفضها الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب، إذ تعدّها «منظمة إرهابية». وتهدد أنقرة بنقل هجومها الذي نفذته في منطقة عفرين الشمالية، إلى منطقة منبج على مسافة أبعد نحو الشرق.

وقالت «الأناضول» اليوم إن أنقرة وواشنطن توصلتا إلى «اتفاق فنّي» بشأن خطة من ثلاث خطوات لسحب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج، وهو تحرّك تسعى تركيا إلى موافقة الولايات المتحدة عليه منذ فترة طويلة. وأكّدت الوكالة التركية عن مصادر حضرت الاجتماعات التي سبقت الاتفاق، قولها إن الخطة التي ستوضَع اللمسات الأخيرة عليها خلال زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لواشنطن في الرابع من حزيران/ يونيو، «تقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب من منبج بعد 30 يوماً من توقيع الاتفاق».

وأضافت الوكالة أن «القوات التركية والأميركية ستبدأ عملية إشراف مشتركة في منبج بعد 45 يوماً من توقيع الاتفاق وستشكل إدارة محلية في غضون 60 يوماً بعد الرابع من حزيران». وكان تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، قد أبلغ قناة «خبر» التلفزيونية التركية في وقت سابق اليوم بأن «الجدول الزمني الخاص بخطط منبج قد يوضع خلال محادثات مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن، وبأن الخطة قد تطبّق قبل نهاية الصيف». ونقلت وسائل إعلام عن تشاووش أوغلو قوله في رحلة عودته من ألمانيا، إنه «في حال الانتهاء من الخطة الخاصة بمنبج، فقد تطبق في أنحاء شمال سوريا».

رغم ما يدور من حديث عن اتفاق قريب، إلا أن شرفان درويش، المتحدث باسم مجلس منبج العسكري، قال لوكالة «رويترز» لاحقاً إن تأكيدات تشاووش أوغلو، بأن القوات الأميركية والتركية ستسيطر على المنطقة مؤقتاً، هو «كلام سابق لأوانه ولا صدقية له». وأضاف درويش: «تركيا وتصريحاتها تدخل في سياق ممارسة ضغوط وخلق بلبلة في منبج وضرب الاستقرار فيها». وأشأر إلى أنه «لا اتفاق حتى الآن بين أميركا وتركيا، بل هناك مفاوضات».

وتقول تركيا إن مجلس منبج العسكري لا ينفصل عن «وحدات حماية الشعب»، رغم أن المجموعتين تقولان إنهما منفصلتان. وهنا يردّ درويش بحسب ما نقلته «رويترز» بالقول: «الوحدات انسحبت بالكامل بعد تحرير منبج، وتركيا تعرف أن لا وجود للوحدات في منبج، والتحالف (الذي تقوده الولايات المتحدة) يعرف ذلك».

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى