تركيا تسارع لإرسال آلاف المرتزقة من سوريا الى اذربيجان

 

نقلت وكالة إنترفاكس عن سفير أرمينيا لدى روسيا قوله إن تركيا نقلت نحو أربعة آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان وسط قتال على إقليم ناغورني قرة باغ الانفصالي.

وتواصلت المواجهات العنيفة بين الانفصاليين الأرمينيين والجيش الأذربيجاني صباح الاثنين في قره باغ حيث أعلن مسؤولون في المنطقة المتنازع عليها مقتل 15 مسلحا انفصاليا أرمينيا، ما ادى إلى ارتفاع الحصيلة الإجمالية للمواجهات إلى 39 قتيلا.

ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى السفير الارميني في موسكو قوله إن المقاتلين يشاركون في القتال بالإقليم الواقع داخل أذربيجان ويديره الأرمن.

وفيما لم تعلن أذربيجان عن خسائرها العسكرية، قد تكون الخسائر أكبر بكثير، حيث يؤكد كل طرف أنه ألحق مئات الخسائر بالطرف الآخر، ونشر الجانبان صورا لدبابات مدمرة.

وأكدت باكو أنها قتلت 550 مسلحا معاديا فيما أوردت يريفان أنها أودت بأكثر من 200 قتيلا.

وأكد هذه المعلومات الاحد رئيس اقليم ناغورني قره باغ أرايك هاروتيونيان الذي قال “لدينا معلومات تفيد بأنه تم إرسال مرتزقة من تركيا ودول أخرى جوا إلى أذربيجان. الجيش التركي في حالة استعداد في أذربيجان تحت ذريعة التدريبات العسكرية”.

كما قالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان إن تركيا لها “وجود مباشر على الأرض”. وأضافت أن خبراء عسكريين من تركيا “يقاتلون جنبا إلى جنب” مع أذربيجان التي قالت يريفان إنها تستخدم أيضا أسلحة تركية من بينها طائرات مسيرة وحربية. ونفت أذربيجان هذه الاتهامات، فيما لم تصدر تركيا تعليقا بعد.

واندلعت اليوم الاثنين اشتباكات لليوم الثاني بين أرمينيا وأذربيجان بسبب إقليم ناغورنو قرة باغ وسط أنباء عن استخدام القوات الجوية والصواريخ والمدفعية الثقيلة في القتال الذي أدى لسقوط عشرات القتلى.

وأعلن إقليم ناغورنو قرة باغ الانفصالي في أذربيجان اليوم الاثنين مقتل 28 آخرين من جنوده في اشتباكات مع القوات الأذرية، ليرتفع بذلك إجمالي عدد قتلاه إلى 59.

والقتال بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين هو الأشرس منذ سنوات وجدد المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز لأسواق عالمية.

وأي صراع شامل قد يجرّ قوى إقليمية كبرى مثل روسيا وتركيا. ولدى موسكو تحالف دفاعي مع أرمينيا بينما تدعم أنقرة أذربيجان التي يقطنها أغلبية من العرق التركي.

وقالت أنجيلا فرانجيان وهي صانعة أفلام وثائقية في ناغورنو قرة باغ إن السكان لجؤوا للمخابئ وإن أصوات القصف مسموعة باستمرار مشيرة إلى أن كل المتاجر أغلقت وأصبحت الشوارع مهجورة.

ونشبت اشتباكات بين الحين والآخر على مدى عقود بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين بسبب إقليم ناغورنو قرة باغ المنشق الذي يقع في أذربيجان لكن يديره الأرمن.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين إنه ينبغي على أرمينيا الانسحاب فورا من أراضي أذربيجان التي تحتلها وإن الوقت قد حان لإنهاء الأزمة في إقليم ناغورنو قرة باغ.

وندد برلمان أرمينيا اليوم الاثنين بما وصفه بأنه “هجوم عسكري شامل” من أذربيجان على ناغورنو قرة باغ وقال إن تدخل تركيا، التي تساعد باكو، في الأزمة يهدد بزعزعة استقرار المنطقة. ونفت أذربيجان تدخل تركيا في القتال.

وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف التعبئة العسكرية الجزئية. وقال وزير خارجية أذربيجان اليوم الاثنين إن ستة مدنيين قُتلوا وأصيب 19 منذ اندلاع الاشتباكات مع القوات الأرمنية.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ممثل لوزارة الدفاع الأرمينية قوله إن مئتي أرمني أصيبوا.

وأعلن الإقليم الانفصالي في وقت سابق مقتل 15 جنديا إضافيا من قواته. وكان إقليم ناغورنو قرة باغ قد ذكر أمس الأحد أن 16 من جنوده قتلوا وأصيب ما يربو على مئة بعد أن شنت أذربيجان هجوما جويا ومدفعيا.

وقال الإقليم إنه استعاد السيطرة على بعض الأراضي التي كان قد خسرها أمس الأحد وإن أذربيجان تستخدم المدفعية الثقيلة في القصف.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المسؤول الإعلامي لوزارة الدفاع في أذربيجان أنار إفيازوف قوله إن جيش بلاده سيطر على العديد من المرتفعات ذات الأهمية الإستراتيجية قرب قرية تاليش في قرة باغ.

وقال “نستخدم الصواريخ والمدفعية وضربات جوية ضد مواقع العدو مما يجبره على تسليم المواقع”.

وأشار إلى أن قائد كتيبة هجومية محمولة جوا في الجيش الأرمني قتل قرب تاليش.

وبموجب القانون الدولي، يعد إقليم ناغورنو قرة باغ جزءا من أذربيجان، لكن الأرمن الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه يرفضون حكم باكو.

ويدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب لدى انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991.

وعلى الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار في 1994 بعد مقتل الآلاف ونزوح أعداد أكبر، إلا أن الدولتين تتبادلان بشكل متكرر الاتهامات بشن هجمات حول ناغورنو قرة باغ وعلى الحدود بينهما.

وتمر خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز الطبيعي من بحر قزوين من أذربيجان إلى الأسواق العالمية قرب ناغورنو قرة باغ.

وقتل مئتا شخص على الأقل في تصاعد للصراع بين أرمينيا وأذربيجان في أبريل/نيسان 2016. وقتل 16 على الأقل في اشتباكات في يوليو/تموز.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد إن الولايات المتحدة ستسعى إلى وقف أعمال العنف المستمرة التي اندلعت بين أرمينيا وأذربيجان اللتين خاضتا حربا فيما بينهما في التسعينات.

والاشتباكات التي وقعت بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، هي أحدث تصعيد في الصراع الممتد لفترة طويلة بخصوص إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي في أذربيجان الذي يقطنه سكان ينحدرون من أصول أرمينية. وزادت حدة الاشتباكات الحدودية في الأشهر القليلة الماضية.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي مساء الأحد ” لدينا قدر كبير من العلاقات الجيدة في هذا المجال. سنرى ما إذا كان بإمكاننا وقفه “.

وأثارت الاشتباكات الأخيرة موجة من الدبلوماسية لمنع اندلاع نزاع جديد في الصراع المستمر منذ عقود بين أرمينيا ذات الأغلبية المسيحية وأذربيجان التي يغلب المسلمون على سكانها. ودعت روسيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، في حين أعلنت تركيا دعمها لأذربيجان.

وانفصل إقليم ناغورني قره باغ عن أذربيجان في صراع احتدم مع سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عام 1994، بعد سقوط آلاف القتلى وتهجير أعداد أخرى، لا تزال أذربيجان وأرمينيا تتبادلان الاتهامات بشن هجمات بسبب الإقليم وعلى امتداد الحدود التي تفصل بين البلدين.

وقال نشطاء حقوقيون من أرمينيا إن امرأة وطفلا من أصل أرميني قتلا أيضا في اشتباكات الاحد.

وقالت أرمينيا إن قوات أذربيجان هاجمت أهدافا مدنية منها ستيباناكيرت عاصمة ناجورنو قره باغ وتعهدت “برد متناسب”.

وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف في خطاب للأمة “ندافع عن أراضينا، قضيتنا عادلة!”

وقالت تركيا إنها تجري محادثات مع أعضاء مجموعة مينسك التي تلعب دور الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، وتتشارك رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان نشره على تويتر بعد حديث هاتفي مع علييف “أرمينيا، التي أضافت (المزيد) في سجل هجماتها على أذربيجان، أظهرت مجددا أنها أكبر تهديد للسلام في المنطقة”. وأضاف “ندعو العالم بأسره للوقوف مع أذربيجان في معركتها ضد الغزو والوحشية”.

وردا على ذلك، دعا رئيس وزراء أرمينيا المجتمع الدولي إلى ضمان عدم قيام تركيا بإقحام نفسها في الصراع بين بلاده وأذربيجان.

ودعت فرنسا أيضا الطرفين لوقف الأعمال العدائية، وحث الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الجانبين على وقف الأعمال العسكرية والعودة إلى المفاوضات.

وقُتل ما لا يقل عن 200 في تجدد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في أبريل نيسان 2016. ولقي 16 على الأقل حتفهم في اشتباكات في يوليو/تموز.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى