تل أبيب: فتح تحقيقٍ رسميٍّ في فشل “القُبّة الحديديّة” باعتراض الصاروخ الذي سيكون ذكرى مؤلمةً وعدم تشغيل صفّارات الإنذار

 

بعد أنْ غاب الثلج وبان المرج، كما يقول المثل، بدأت إسرائيل تُلملم جراحها البالِغة جدًا، بعد تمكّن المُقاومة الفلسطينيّة من اختراق منظومات الدفاع الأكثر تطورًا في كيان الاحتلال، وإطلاق صاروخٍ من إنتاجٍ فلسطينيٍّ محليٍّ، كما أكّدت المصادر الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب، والذي وصل إلى مُستوطنة (ميشميريت) في مركز الدولة العبريّة، أيْ بالقرب من تل أبيب، القُبّة الحديديّة، الصولجان السحريّ وباقي المنظومات الدفاعيّة لم تتمكّن من رصد الصاروخ الذي تمّ إطلاقه من مدينة رفح بقطاع غزّة لمسافة 120 كيلومترًا بالتمام والكمال، دون أنْ يعلم جيش الاحتلال الإسرائيليّ، “الجيش الذي لا يُقهَر” بهذا التحوّل الإستراتيجيّ الذي صنعته المُقاومة الفلسطينيّة، علمًا أنّ تل أبيب أقرّت مؤخرًا.

وفي هذا السياق، نقل موقع شركة الأخبار الإسرائيليّة، القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ، نقل عن مسؤولين كبار في المنظومة الأمنيّة بكيان الاحتلال قولها إنّ الصاروخ الذي أطلق فجر أمس الاثنين من جنوب غزة، سيكون ذكرى مؤلمة لدى مستوطني وسط الدولة العبريّة، خصوصًا لكونه لم يُواجَه عبر غطاء حماية من منظومة الدفاع المُتقدّمة والمُتطورّة (القبّة الحديديّة).

وتابع الموقع العبريّة قائلاً إنّ مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة، أوضحت أنّ الصاروخ الذي أصاب منزلاً في مستوطنة “مشميرت”، الواقِعة في منطقة (هشارون)، الساحليّة القريبة جدًا من مدينة تل أبيب، لم يتّم اعتراضه من قبل منظومة الدفاع الجويّ لأنّه لم يكن هناك إمكانية للاعتراض، وأضاف الموقع في السياق عينه أنّ السكان في منطقة هشارون غاضبون من هذا الواقع، على حدّ تعبير المصادر عينها.

إلى ذلك، أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أفادت أنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ التابع لجيش الاحتلال فتح تحقيقًا حول العطل الذي أصاب بطارية (القبّة الحديديّة)، والذي منعها من اعتراض الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة وأصاب مباشرةً منزلا في مستوطنة “مشميرت” في منطقة هشارون، والذي تقع فيها أيضًا مدينة الطيرة، العربيّة-الفلسطينيّة، داخل ما يُطلَق عليه بالخّط الأخطر.

وفي السياق عينه أشار مُحلّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط، أشار إلى أنّه لم يتضّح إذا ما كانت بطاريات منظومة الدفاع (القُبّة الحديديّة) بقيت في منطقة غوش دان، أيْ مركز الدولة العبريّة، بعد إطلاق الصواريخ قبل أسبوعين، أمْ تمّ نقلها من هناك إلى أماكن أخرى للمشاركة في تدريباتٍ، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة التي استند إليها.

وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّه سيتّم فحص عملية اتخاذ القرارات التي سبقت ذلك والأسباب التي حالت دون اعتراض البطارية للصاروخ، وتساءل في الوقت ذاته: هل يتعلّق الأمر بنتيجة الفشل في المنظومة أم خطأ في التقدير ضمن سياسات الاعتراض من قبل عناصر البطارية؟، على حدّ قوله.

وتابع المحلّل قائلاً، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ في تل أبيب، قال إنّها مُطلعّةً جدًا، تابع قائلاً إنّ ما جرى فجر يوم أمس الاثنين سيتّم التحقيق فيه من أساسه، مضيفةً أنّه لم يكُن يفترض أنْ يحصل هذا الأمر، ذلك لأنّ بطارية (القبّة الحديديّة) كان يفترض أنْ تعترض الصاروخ، كما أنّ توقيت تشغيل صفارات الإنذار سيتم فحصه بدقّةٍ أيضًا، كما أكّدت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب للموقع العبريّ.

جديرٌ بالذكر أنّ الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة صباح الاثنين أصاب منزلاً في مستوطنة (مشميرت) في منطقة (هشارون)، الأمر الذي أدّى إلى إصابة 7 أشخاصٍ بجراحٍ مُتفاوتةٍ، كما قالت المصادر في تل أبيب.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى