تحليلات سياسيةسلايد

ثلاثة أهداف للتّصعيد العسكري الروسي في الحرب على أوكرانيا مع مطلع العام الجديد.. ما هي؟

في خِطابه بمُناسبة حُلول العام الميلادي الجديد أكّد الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا لن تُوقِف هجماتها و الحرب على أوكرانيا  أوكرانيا، وفَوْر انتِهاء هذا الخِطاب أطلق الجيش الروسي عشَرات الصّواريخ ألحقتها بهجماتٍ للمُسيّرات على عددٍ كبيرٍ من المُدُن الأوكرانيّة على رأسِها العاصمة كييف.

هُناك ثلاثة اهداف تُريد القِيادة الروسيّة بشقّيها السّياسي والعسكري، تحقيقها في العام الميلادي الجديد من خِلال تبنّي تكتيكاتٍ عسكريّةٍ جديدة:

الأوّل: تكثيف القصف على العاصمة كييف والمُدُن الكُبرى الأخرى، لتحويلها إلى مناطقٍ غير آمنة، ممّا ينعكس سلبًا على المُحاولات اليائسة للرئيس فولوديمير زيلينسكي للإيحاء بعكس ذلك، وهو ضرب المعنويّات للسكّان في إطارِ حربٍ نفسيّةٍ مدروسةٍ بعناية.

الثاني: حِرمان عشرات الملايين من المُواطنين الأوكرانيين من التّدفئة والطّاقة، وتحويل حياتهم إلى جحيمٍ في ظِل الانخِفاض المُتصاعد لدرجاتِ الحرارة إلى ما دُونِ الصّفر بمراحل.

الثالث: تصعيد أدوات الهُجوم الروسي وإدخال تدريجي لأسلحة استراتيجيّة في الحرب، حيث أعلن الجِنرال سيرغي كوبيلاش قائد الطّيران الروسي بعيد المدى أن الطّائرات الحامِلات للصّواريخ الاستراتيجيّة ستُشارك بفاعليّةٍ في الحرب في العام الجديد في تغييرٍ واضحٍ لقواعِدِ الاشتِباك.

كان لافتًا، وحسب تقرير مُطوّل لوكالة “رويترز” العالميّة للأنباء، أن ما يَقرُب من 40 طائرة مُسيّرة إيرانيّة من طِراز “شاهد 136” قد شاركت في هجمات اليوم الأوّل من السّنة الجديدة على العاصمة كييف، وقال بيان عسكري أوكراني إن جميع هذه الطّائرات جرى إسقاطها، ولكن لم يتم تأكيد هذا البيان من مَصدرٍ عسكريٍّ مُحايد.

دُخول المُسيّرات الإيرانيّة بشَكلٍ مُكثّف في الحرب الأوكرانيّة إذا تأكّد، تطوّرٌ يعكس إلقاء القِيادة الإيرانيّة بكُل ثقلها في هذه الحرب دعمًا للحليف الروسي، ومن المُؤكّد أنها ستحصل في المُقابل على طائرات “السّوخوي إس 35” المُتطوّرة جدًّا، ومنظومات صواريخ “إس 400” الدفاعيّة المُتطوّرة، ومعدّات عسكريّة أُخرى.

حرب أوكرانيا تتحوّل تدريجيًّا إلى ميدانٍ لاختِبار وتجريب الأسلحة، وخطط الحرب الروسيّة، وستكون إيران من المُستَفيدين أيضًا من حيث التعرّف عمليًّا على قُدرات صِناعاتها العسكريّة في ميدان المُسيّرات، والصّواريخ الباليستيّة، بِما في ذلك الاستِعداد لمُواجهة أيّ عُدوانٍ يستهدفها.

العام الجديد، ومع اقتِراب دُخول الحرب الأوكرانيّة عامها الثاني (24 شباط (فبراير) المُقبل)، يبدو أن الحرب ستطول، وقد تتطوّر إلى مُواجهةٍ مُباشرةٍ بين الولايات المتحدة والمحور الروسي، وجرّ حِلف النّاتو إليها في ظِل تعاظم خسائر الجيش الأوكراني، وتفاقم المُعاناة الإنسانيّة لأكثر من 40 مِليون مُواطن أوكراني على الأقل.

العام الجديد سيكون حافِلًا بالمُفاجآت على صعيد الحرب الأوكرانيّة، وباتت حرب الاستِنزاف الأمريكيّة، العسكريّة والاقتصاديّة، لروسيا تُعطي نتائج عكسيّة حتّى الآن.. واللُه أعلم.

 

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى