تحليلات سياسيةسلايد

جنرالٌ إسرائيليٌّ يكشِف: لقد أفلسنا والجيش فقد قدرته على حماية مواطنيه في مواجهة التهديد الوجوديّ الذي يُواجِهنا

أقرّ مفوض شكاوى جنود العدو سابقًا في جيش الاحتلال الإسرائيليّ الجنرال احتياط يتسحاق بريك بعجز المؤسسة العسكرية عن حماية سُكّان الكيان، رابطًا هذا الإفلاس بحوادث السرقة المتكررة التي تحصل داخل قواعد الجيش، واعتبر في مقالٍ نشره على موقع صحيفة (غلوبس) العبريّة، المُتخصصة في الشؤون الاقتصاديّة، اعتبر أنّ ذلك يُسهم في تعزيز قدرات الفلسطينيين على مهاجمة الجيش، وعدّ هذا خيانة لثقة الجمهور.

الجنرال بريك، المعروف بانتقاداته للجيش، هو الجنرال الأوّل الذي يُهاجِم بهذا الشكل الجيش الإسرائيليّ، الذي يُعتبر بقرةً مُقدّسةً، الأمر الذي أدّى لإرباك قادة الجيش، لأنّهم أعجز عن الردّ عليه، لكونه يعرف خفايا وخبايا الأمور لخدمته الطويلة في جيش الاحتلال.

الجنرال بريك أكّد في مقاله: “لقد أفلسنا. الجيش الإسرائيليّ فقد قدرته على حماية مواطنيه في مواجهة التهديد الوجودي الذي يواجهنا، (أيْ التهديد الإيرانيّ). سرقة الأسلحة والذخيرة هي مجرّد عرض واحد من أعراض العديد من المناطق الأخرى التي تخلى عنها الجيش الإسرائيلي، بدلًا من بناء القدرات في الجيش للدفاع عن الدولة، نقوم بتقديم القدرات لـ”الإرهابيين” لمهاجمتنا. هذه خيانة لثقة الجمهور”، على حدّ وصفه.

وشدّدّ الجنرال بريك على أنّ “إحدى القضايا التي تأثرت بشدة من إفلاس الجيش هي القدرة على حماية قواعد سلاح الجو والبر، والأسلحة والذخائر في الوحدات المنتشرة في إسرائيل. صحيح أنّ القواعد اليوم تضمّ معدات قتالية، ذخيرة وأسلحة بالمليارات لكنها سائبة تمامًا، ومعرّضة للسرقة”، قال بريك.

بريك أوضح أنّ “العرب والبدو (الفلسطينيون داخل الكيان) اليوم يحملون أطنانًا من الذخيرة ومئات الآلاف من الأسلحة التي سُرق الكثير منها من قواعد الجيش الإسرائيلي، وكذلك أسلحة التنظيمات في الضفة الغربية. الجيش الإسرائيلي أصبح أكبر مزوّد للذخيرة والأسلحة للإرهاب في الضفة الغربية والبدو والعرب داخل إسرائيل”، على حدّ قوله.

“الأسوأ من ذلك”، أوضح الجنرال بريك، “في وقت الحرب، عندما تنزل جماهير متطرفة من العرب والبدو إلى الشوارع في المدن المختلطة والبلدات والقرى، وإلى الطرق المرورية وحتى إلى قواعد سلاح الجو ويلحقون الضرر بالطائرات، نتيجة لذلك لن تتمكّن من الإقلاع إلى مخازن الطوارئ غير المحمية اليوم عن طريق الحراسة والمتروكة للاقتحام والسطو دون أيّة مشكلة، مع وجود أسلحة في أيديهم ويدمّرون كل ما يصادفونه في طريقهم”، على حدّ قوله.

وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّ المستوييْن الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب لا يحركان ساكنًا، هما يخشيان أنْ تلتصِق المشكلة بهما، لذلك من الأفضل عدم الحديث عنها إطلاقًا أوْ معالجتها، وفقط تجاهلها أوْ تسميتها صمتًا أبديًا”، وفق أقواله.

جديرٌ بالذكر أنّه بحسب المصادر الإسرائيليّة فإنّ الجيش يخسر سنويًا نتيجة “فقدانه” الأسلحة التي يسرقها عرب الداخل، يخسر عشرات ملايين الدولارات، حيثُ تؤكِّد المصادر أنّ القسم الأكبر من الأسلحة يصِل إلى التنظيمات الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى