خطوات متلاحقة لترتيب البيت الداخلي السوري

دمشق ــ بوابة الشرق الأوسط الجديدة

تثير الخطوات المتلاحقة التي تجري في سورية على الصعيد الداخلي الانتباه إلى أن هناك مرحلة قادمة تتوقعها القيادة السورية، تستلزم مثل هذه الاجراءات التي، وإن بدا بعضها عاديا، إلا أنها تأتي في وقت مهم ، وتتجمع لتشكل رؤية جديدة وشاملة لآليات التعامل مع الأحداث، فقد شهدت دمشق في الفترة الأخيرة :

 تغييرات في قيادة حزب البعث .
 تغييرات في الحكومة .
 انعقاد مؤتمر وطني للإعلام .
 خطوات تحفيز لأحزاب الجبهة الوطنية، وهو الائتلاف التقليدي المؤيد لقيادة البعث تاريخيا ..

خرج اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث الذي نتجت عنه التغييرات عن كونه اجتماعا عاديا لأن كثيرين حضروه لم يكونوا أعضاء في اللجنة المذكورة، ولذلك سمي بالاجتماع الموسع، وكأنه يسعى ليقوم مقام المؤتمر القطري، الذي يصعب انعقاده في الظروف الحالية.

واللافت في هذا لاجتماع ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشغل أيضا موقع الأمين القطري في الحزب، حيث دعا إلى التواجد بين المواطنين عبر خلق آليات تواصل جديدة تتناسب مع الظروف الحالية، وحث قيادات الحزب على البحث عن افكار وصيغ عمل جديدة لتفعيل العمل الحزبي الذي يمكن من خلاله اجراء حوارات بناءة مع الكوادر الحزبية بما يسهم في تسليحها وتقويتها ان كان على الصعيد العملي الحزبي او الاجتماعي، مركزا على الأجيال الجديدة.

وفي إشارة لافتة إلى النشاط الاستعراضي لبعض القيادات في الدولة نبه الأسد إلى ضرورة ان يكون هذا النشاط عملا ميدانيا وان يتم التواصل مع الناس لا أن يقتصر على الاعمال المكتبية او الورقية فقط وانه من غير الكافي ان يقوم المسؤول بالجولات الميدانية بل يجب ان تكون هناك آليات عمل واضحة مرتبطة بهذه الجولات وجدواها.‏

ونقلت بعض المصادر الحزبية عن أجواء الاجتماع أنه تعامل مع مختلف المسائل بجدية وبوضوح إلى الدرجة التي نتج عنه تغييرات في القيادات الحزبية نفسها، فتم تعديل اللجنة المركزية، وتم تغيير عدد مهم من أعضاء القيادة القطرية لكن التغيير لم يرق إلى مستوى الصف الأول بل قام بتثبيته !

وعلى صعيد القيادة القطرية تم استبدال أعضاء في القيادة، ومن بين الأعضاء الذين دخلوها : د.محسن بلال، د.مهدي دخل الله، هدى الحمصي‏، ياسر سلمان الشوفي، عمار سباعي، حموده صباغ‏، وخرج منها : الدكتور خلف المفتاح ووزير العدل السابق نجم الأحمد ومالك علي وفيروز الموسى وأركان الشوفي وعبد الناصر شفيع وعبد المعطي مشلب.

ويلاحظ أن الدكتور المفتاح الذي خرج من القيادة القطرية كان مسؤولا في الحزب عن ملف الاعلام والثقافة ، وقد حل محله وزيران سابقان للإعلام هما الوزير بلال والوزير دخل الله، فيما دخلت الإعلامية المعروفة لونا الشبل في اللجنة المركزية، وكانت الشخصية الأقوى في الاعلام السوري..

وفي ساعات انعقاد اللجنة المركزية لحزب البعث كان المؤتمر الوطني الأول للإعلام قد شرع بفعالياته، فتغيب عنه وزير الاعلام المهندس محمد رامز ترجمان الذي أعلن أنه سيلقي كلمة الافتتاح، نظرا لحضوره اجتماع اللجنة المركزية، وأثارت المداخلات التي عقدت حوارا مكررا ومع ذلك كانت تشير المداخلات وجوهر النشاط نفسه إلى أن ثمة أزمة واضحة في الاعلام السوري، وثمة خطوات مرتقبة تجاه تفعليه .

ومع اهتمام الوسط الصحفي والسياسي بهذه الخطوات التي اعتبرت توجها نحو ترتيب البيت الداخلي، قد يعقبها تغيير جديد ربما يكون جذريا في الحكومة السورية التي حدثت بعض وزرائها قبل أيام ، إلا أنها، أي هذه الخطوات، حملت في توقيتها رسالة واضحة تتعلق بالضغوط التي تمارس دوليا لتغيير القيادة السورية، فمثل هذا التغيير يأتي من الداخل السوري والرسالة تشير أيضا إلى السعي لتحصين البيت الداخلي ومتابعة السياسة السورية نفسها في التعامل مع ظروف الحرب التي دخلت عامها السابع بإشارات واضحة على تعقيدات لا توحي بحلول قريبة !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى