كتاب الموقعنوافذ

ذاكرة القراءة

اليوم العالمي للكتاب يمر ببلادنا العربية حاملاً لائحة غير مشرفة لوضع الكتاب، والقراء، والنشر… وكوارث المكتبات.

كنت، أبحث عن موضوع له علاقة بالكاتب الراحل محمد حسنين هيكل... فتعثرت بمواد مؤلمة نشرت في مناسبة اليوم العالمي للكتاب (23 نيسان/ إبريل 2018).

أول هذه المواد: إحراق مكتبة هيكل التي تضم 18 ألف كتاب ومخطوط وثيقة. المهاجمون جماعة الرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك انتقاماً من موقف هيكل من الجماعة.

وقد أغراني موضوع حرق الكتب، فوجدت أن حرق الكتب من أيام ابن رشد في الأندلس إلى أيامنا يتم في العصور التي تحتقر الثقافة، والقراءة، والكتب.

أحد أهم المراكز التي احترقت في اشتباك المتظاهرين المصريين والجيش… هو المجمع العلمي في القاهرة، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى حملة نابليون على مصر عام 1798 وقد التهمت النيران 200 ألف كتاب ومخطوط. إنه الحريق الثاني بعد مكتبة الإسكندرية على أيدي الفاتح عمرو بن العاص.

داعش أحرقت مكتبة الموصل ومكتبات محافظة الأنبار وتضم 100 ألف كتاب.

في طرابلس ـ لبنان هاجم متعصبون مكتبة “السائح” واحرقوا 80 ألف كتاب ومخطوط انتقاماً من صاحب المكتبة (الأب إبراهيم السروجي) باشاعة أنه ينشر كتباً معادية للنبي.

هذا يقودنا إلى عالم القراءة والأرقام المهزلة التي تنشرها اليونيسكو، والمؤسسات الثقافية.

قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ قال أسأله كم كتاباً يقرأ، وماذا يقرأ؟

بحسب قرير “التنمية الثقافية” الصادر عن اليونيسكو عام 2003 يقرا المواطن العربي أقل من كتاب في السنة. والأوروبي 35 والإسرائيلي (انتبه) أربعين. وبالمناسبة سئل ذات مرة مؤسس دولة إسرائيل دافيد بن غوريون ،وكان منشغلاً بتعلم اللغة الاسبانية: لماذا تتعلم هذه اللغة؟ فأجاب: كي أقرأ دون كيشوت بلغته الاصلية.

وفي تقرير صادر عن مؤسسة الفكر العربي عام 2011 كانت الأرقام: العربي يقرأ 6 دقائق سنوياً. والأوروبي 200 ساعة.

أما الكتب… فالعرب ينتجون 6500 كتاب سنوياً. وأمريكا 100 الف  وأمريكا اللاتينية 42000 كتاب.

منذ بيت الحكمة الذي أسسه الخليفة المأمون في العصر العباسي إلى يومنا هذا ترجم العرب 10000 كتاب وهو ما تترجمه اسبانيا في عام واحد.

يعتبر العرب أنفسهم “أمة إقرأ” استجابة للآية”: إقرأ وربك الأكرم” ولكنهم لم يلتزموا بتسميتهم، بل تحضهم سلطاتهم على دعوة….”إجهل”.

وبعيدا عن بؤس حال الثقافة… ينبغي إبراز السبب الأول لعدم القراءة هوالإحساس بعدم الجدوى، هو نقص الإحساس بالفاعلية الإنسانية. هو تصنيع انسان الهامش ومنع الانخراط في الشأن العام الذي يضعف أي دافع للقراءة.

مرة سئل كاتب مسرحي: لماذا لا يوجد لديكم مسرح؟ فأجاب: المسرح يقوم على الحوار. والحوار في بلادنا معدوم في الواقع، فكيف يظهر في المسرح؟

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى