شرفات

(( رسالة مفتوحة )) إلى مرشحي مجلس اتحاد الكتاب العرب

 

بقيت فترة قصيرة تفصلنا عن انعقاد المؤتمر العام لاتحاد الكتاب العرب في سورية، ويتميز المؤتمر العتيد الذي نتجه إليه بأنه حاسم وحساس بالنسبة لموقع الكاتب السوري وأدائه وحالته ودوره المنتظر في المرحلة التالية.

والكاتب السوري بعد أكثر من خمسين عاما على تأسيس اتحاده مشتت، يراوح في عملية ثقافية قاصرة عن مواكبة الظروف الذي تمر بها سورية العظيمة وشعبها الذي يكابد أقسى معاناة يومية، فهو ( أي الكاتب) جزء من المجتمع، يعاني مايعانيه الجميع، ويضحي كما يضحي الآخرون، لكن دوره أساسي ينبغي أن يكون في متن عملية البحث عن مستقبل يليق بسورية، لأن الكاتب هو جزء من العملية الثقافية التنويرية التي يمكن للعقل الوطني من خلالها أن يشق طريقه إلى النور عبر مشروع ثقافي مكتمل البنيان وواضح المعالم.

تجاوز عدد المتنافسين على مقاعد المجلس السبعين كاتبا، وهم يتجهون إلى المؤتمر بحماسة بالغة رغم التردد الذي حصل في السنة الأخيرة في انعقاده نتيجة وباء كورونا وهشاشة النظام الداخلي  وظروف سورية التي انعكست على الاتحاد وهيآته وأدائه.

وأنا ضمن المرشحين لهذا المجلس، ورغم الدهشة التي أثارت أصدقائي من ترشيحي على أرضية قناعتهم بأن أحداً لن يستطيع أن يغير واقع الحال، فإن كثيرين أيضا شجعوني على خطوتي، وخاصة أولئك الذين يثقون بالغد و يريدون النهوض بالاتحاد ، وتغيير الحال الذي هو فيه.

ولا أخفيكم، فقد أخبرت السيدة الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة عندما دعتني إلى مكتبها، قبل أسابيع وسررت بهذا اللقاء، أخبرتها بنيتي سحب ترشيحي، إثر تأجيل المؤتمر، وهمست لي عند باب مكتبها وهي تودعني باحترام شديد:

ـــ هذا قرارك، ولكنني لا أنصح بهذه الخطوة.

وظلت فكرة الانسحاب تراودني، وتوقفت عن الترويج (اللطيف) لجميع المرشحين بطريقة دلت على احترامي لكل التيارات. لكنني اليوم ، سأخوض هذه المغامرة، والجميع يعرف رأيي في الاتحاد من خلال النقد الذي نشرته في الفترة السابقة وأغضب البعض !

سأخوض هذه المغامرة، بعد إيضاح نقطتين هامتين قبل الوصول إلى اللحظة الانتخابية:

الأولى تتعلق باحتمال نجاحي، وانضمامي إلى فريق عمل مجلس الاتحاد الجديد، وهنا من واجبي أن أخبركم أنني سأقول لهذا المجلس إننا جئنا للعمل والتغيير ، فإذا كانت العجلة ستعود إلى ما كانت عليه، فسأعلن انسحابي تلقائياً راجيا التوفيق للجميع .

النقطة الثانية، هي احتمال عدم الفوز في انتخابات مجلس الاتحاد، وهذا وارد لكل مرشح، وعندها سأتصل بمجلس الاتحاد الجديد، لعرض جهودي وتقديم كل ماعندي بثقة كبيرة إذا كانت لديهم نية التغيير.

هاتان النقطتان كفيلتان بتقديم اسمي للتعاون مع أي كتلة فائزة تؤمن باتحاد قوي وفاعل ونظيف، ولابد أن أقول لكم أخيرا : سنكون بخير إذا كان العقل الثقافي بخير..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى