رواد فضاء في كهوف سلوفينيا.. ماذا يفعلون في الظلام؟

 

غاص ستة رواد فضاء مخضرمين في كهف سلوفيني ضيق يشكل موقع تدريب استثنائيا لمهمات مقبلة في الفضاء. واستبدل هؤلاء الرواد بزاتهم الفضائية بأخرى للغوص بهدف التوغل في كهف سكابجان السلوفيني المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي للبشرية. وقال الرائد الياباني تاكويا أونيشي البالغ 43 عاما لوكالة فرانس برس “تعتقد أن العيش في كهف يشبه إلى حد كبير العيش في الفضاء. لكن في الواقع، هو أكثر صعوبة“.

ولا يشكل صوت أونيشي الخشن مفاجأة نظرا إلى أن درجات الحرارة في الكهف تتراوح بين ست و10 درجات ناهيك بأن نسبة الرطوبة تبلغ فيه 100%، كذلك، لا يملك المشاركون في هذه المغامرة إلا مصابيح الرأس لإرشادهم.

وقالت لوريدانا بيسون من برنامج “كايفز”، “الكهوف عالم غريب رائع. أنت تعيش في الواقع في بيئة صعبة جدا ومختلفة ومحفوفة بالأخطار”.

وهذه المرة السادسة التي تنفّذ مهمة ضمن هذا البرنامج لكنها المرة الأولى التي تحصل في كهوف سلوفينيا.

وبعد أسبوعين من تعلم تقنيات استكشاف الكهوف، يرسل المشاركون لاستكشاف المتاهة الموجودة تحت الأرض ورسم خريطة لها إضافة إلى جمع المواد العلمية والاعتماد على العمل الجماعي لحل المشكلات المختلفة.

وتشمل التجارب مراقبة الحياة في الكهوف، مثل الكائنات المجهرية وكذلك تقويم الظروف الجوية.

وأوضح رئيس قسم العلوم في البرنامج فرانشيسكو ساورو “الهدف الرئيسي من هذه المهمات هو العمل الجماعي كفريق واحد وتحقيق مهمة في بيئة معقدة للغاية والاستعداد بشكل أفضل لوضع مشابه وهو الفضاء”.

وروى رائد الفضاء الألماني ألكسندر غيرست البالغ من العمر43 عاما لوكالة فرانس برس عن الشعور بالعزلة التامة عن العالم الخارجي في الظلام الصامت. وقال هذا الرائد الذي أكمل مهمتين في محطة الفضاء الدولية “تشعر بأنك محروم من كل المدخلات الحسية، خارج منطقة الراحة الخاصة بك”. وانضم إلى أونيشي وغيرست زملاء من الولايات المتحدة وكندا وروسيا.

وأقرت جانيت إبس (48 عاما) العاملة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بأنها شعرت “بالحزن” عندما حان وقت المغادرة رغم الظروف الباردة والزلقة التي أصبحت أكثر خطورة بسبب الطقس الممطر.

وقال أونيشي إنه عند “عودته إلى الأرض” شعر “بالإحراج بعض الشيء لأنني لم أكن أدرك كم كانت رائحتي كريهة بعد تمضيتي ستة أسابيع في الكهف”. وتابع ضاحكا “لذلك عندما رأيت أشخاصا على الأرض كنت سعيدا برؤيتهم بالطبع لكنني حاولت أن أكون بعيدا عنهم قدر المستطاع”.

وبعيدا عن الأمور المتعلقة بالنظافة الشخصية، قال هذا الرائد الياباني إن البرنامج كان فريدا إذ يعطي الفرصة لتعلم المهارات غير الفنية اللازمة للرحلات الفضائية.

وبعد موافقته الرأي، قالت بيسون إن رواد الفضاء من أنحاء العالم يصطفون للمشاركة في البرنامج. وأضافت “سنعود في السنة المقبلة!”.

وكان الخروج من الكهف إلى الطبيعة بالنسبة إلى غيرست تجربة قوية أيضا وقال “ندرك عندها الكوكب الرائع الذي نعيش عليه، تماما مثل النظر إليه من محطة فضائية”.

العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى