رواية سنغالي عن( إستعمار العقول) تفوز بجائزة بوكر الدولية

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

أعلنت لجنة تحكيم جائزة بوكر الدولية للرواية الأسبوع الماضي ( الأربعاء) .. عن فوز رواية ( في الليل . كل الدماء سوداء ) للكاتب الفرنسي من أصل سنغالي  ديفيد ديوب. و قالت لوسي هيوز-هاليت رئيسة لجنة التجيم لجائزة بوكر للرواية المترجمة للإنكليزية ، قالت أنها ( رواية غير عادية ) .

و يقول ديفيد عما دفعه لكتابة هذه الرواية : ( لقد شعرت بعدم الرضا عن رد فعل الفرنسيين تجاهنا، خاصة وأن السنغاليين يعرفون ماذا قدموا لفرنسا. لذلك رغبت في كتابة رسالة خيالية من جندي سنغالي خدم في الجيش الفرنسي ). و بالفعل فإن الرواية تروي حكاية سقوط جندي سنغالي في الجنون  و هو يحارب مع فرنسا في الحرب العالمية الأولى. و يقوم هذا الجندي بقتل الألمان إنتقاماً لقتلهم صديقه، وبعد قتلهم يقوم بتقطيع أيديهم جزئياً. لذلك قالت لوسي هيوز-هاليت أنها رواية (مخيفة) و (مروعة)، مؤكدة أن الدماء لم تقلل من أهمية الرواية لأن (الأسى برمته يعتمد على الإنقسام بين فظاعة ما يروى لك ، و بين جمال طريقة التعبير) . أي أن ميزة الرواية الفنية جمالية تعبيرها، وصياغتها الجذابة . و هذا تذكيرلكل الروائيين بأهمية جمالية التعبير في خلق التأثير الناجح لأي رواية .

يرى ناقد أن مهارة ديفيد تتجلى ( بأخذه بطله إلى أعماق الجحيم . و هناك يتيح له الإزدهار ). وقال ناقد آخر في الغارديان أن ( الرواية تماثل التعويذة كثيراً. و هي عميقة بشكل تجعلني لن أنساها أبداً) . و تؤكد لوسي هيوز-هاليت أن قارئ هذه الرواية سيضطر للتفكير في العرق و الإستعمار . العرق لأن بطل الرواية أسود من السنغال . والإستعمار لأنه يخدم في جيش الإستعمار الفرنسي . و تستطرد هيوز-هاليت لترى أن ( ما يذكرنا به ديفيد في روايته و بشكل مثير للإهتمام و بمهارة كبيرة هو أن الإستعمار لا يتعلق فقط  بدولة تتدخل و تمسك زمام الأمور لدولة أخرى …بل إن الأمر يتعلق أيضاً باستعمار عقول هؤلاء الأشخاص حتى يشعر الشباب اليافعين بقدر كبير من الولاء  للمستعمر ” فرنسا” و هي الدولة التي لم يسبق لهؤلاء الشباب زيارتها من قبل، و لا يعرفون لغتها أو ثقافتها ) إنه إستعمار العقول الذي يستخدم أهل بلد ما في حروب دولة تسيطر عليهم بغير حق ..

فازت رواية ( في الليل كل الدماء سوداء) على خمسة عناوين وصلت للقائمة القصيرة . و ينال المؤلف ديفيد ديوب، و المترجمة آنا موسكوفاكيس، التي ترجمتها من الفرنسية إلى الإنكليزية ، مبلغاً قدره 50 ألف جنيه أسترليني . و هذه الجائزة رغم استقلاليتها إلا أنها تدار من قبل مؤسسة بوكر الدولية .. و قد بيع من الرواية في فرنسا 70 ألف نسخة حتى الآن، و لا بد أن الجائزة ستزيد مبيعاتها أضعافاً مضاعفة . كما أن موضوعها مهم للمزاج العالمي  الذاهب لغسل يديه من تبعات الإستعمار كغطاء لأساليب الإستغلال والنهب الجديدة والماكرة.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى