سفير إسرائيل الأسبق بمصر يُحذِّر الرئيس الأسد: “إذا لم تطرد إيران سيكون نظام حكمك في خطرٍ شديدٍ” وحكومة نتنياهو درست إسقاطه وتقسيم بلاده وتفتيتها ولكن….

 

حذر السفير الإسرائيليّ الأسبق في مصر، يتسحاق ليفانون، نظام الرئيس العربيّ-السوريّ، د. بشّار الأسد، من السماح لإيران بمواصلة نشاطها على الأراضي السوريّة، وشدّدّ ليفانون، في مقال نشرته صحيفة (إسرائيل اليوم)، على أهمية تبليغ الأسد بأنّه المسؤول عمّا يجري في ساحته السوريّة، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه  من الأفضل للرئيس الأسد أنْ يقوم بتقييد نشاط طهران، الذي من شأن استمراره أنْ يمسّ بحكم الدكتور الأسد في سوريّة، على حدّ تعبيره.

عُلاوةً على ذلك، شدّدّ السفير ليفانون على أنّ الضربات الإسرائيليّة المُباشِرة لأهدافٍ إيرانيّةٍ في سوريّة، تضع كيان الاحتلال على مسار الصدام المباشر مع طهران، معتقدا أنّ الرئيس الأسد يسمح للإيرانيين ببناء قدراتٍ عسكريّةٍ ضدّ إسرائيل، ويرى نفسه مُحصنًا من العقاب، طبقًا لأقواله.

واستدرك السفير الإسرائيليّ السابق قائلاً إنّه يجِب أنْ تتغيّر هذه المعادلة، موضحًا في الوقت ذاته أنّ ضرب المصالح الحيويّة السوريّة، والإيضاح للأسد بأنّ نظامه في خطر، كفيل بأنْ ينتج ضغطًا سوريًا على حزب الله وإيران لتقييد نشاطهم، كما أكّد السفير الأسبق ليفنانون.

وساق قائلاً إنّه هذه الخطوة ستؤدّي إلى تدخلٍّ روسيٍّ لدى الأسد، بهدف تقييد الإيرانيين، كي لا تفقد موسكو إنجازاتها العسكرية والسياسية في سوريّة، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ ضرب نظام الرئيس السوريّ الأسد سيشجعه على قبول مخطط الحفاظ على الوحدة الإقليميّة لبلاده وخالية من القوات الأجنبيّة، كما قال ليفنون في مقاله.

بالإضافة إلى ذلك، أشار ليفانون إلى أنّ إيران تقول إنّ تواجدها في سوريّة جاء بناءً على طلبٍ من النظام، معتبرًا أنّ هذه ذريعة قديمة ومكشوفة لغرض البقاء في المنطقة، ولكن، استدرك قائلاً، إذا شعر الأسد أنّ نظام حكمه قد يتضرر، فإنّه سيطلب من الإيرانيين الامتناع عن أعمالٍ من شأنها أنْ توقع مصيبة عليه، بحسب تقديره.

ورأى السفير الأسبق في ختام مقاله أنّ إسرائيل أوصلت رسالةً مُشابِهةً للبنان، للحدّ من قدرات حزب الله العسكريّة ضد إسرائيل، مؤكّدًا في الوقت ذاته أنّ بلاد الأرز استوعبت الرسالة، وحان دور دمشق لسماع هذا من كيان الاحتلال، على حد قول السفير الإسرائيلي الأسبق.

على صلةٍ بما سلف، قال نائب رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابِق، عيران عتصيون، والذي شغل أيضًا منصب المسؤول الكبير في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، قال في حديثٍ مع هيئة البثّ العامّة الإسرائيليّة (كان)، شبه الرسميّة، إنّ الدولة العبريّة هي دولة تكتيكيّة، لكن بمُوازاة ذلك، فإنّ إيران هي دولة إستراتيجيّة، مُضيفًا في معرض ردّه على سؤالٍ: لقد كانت إسرائيل دائمًا ما تتبِّع استراتيجيات قصيرة الأجل، بينما تُفضَّل إيران الاستراتيجيات طويلة الأمد، مُشدّدًا على أنّ طهران هي سيِّدة الحروب بالوكالة، أمّا إسرائيل فلم تكن في يومٍ ما كذلك، على حدّ قوله.

جديرٌ بالذكر أنّ عتصون كان الوحيد من القادة الأمنيين في الدولة العبريّة الذي اعتبره الإعلام العبريّ مُغردًا خارج السرب في كلّ ما يتعلّق بطموح دولة الاحتلال في القضاء على التواجد والتمركز الإيرانيّ في سوريّة، إذْ قال للتلفزيون العبريّ: إيران تتواجد في سوريّة منذ فترةٍ طويلةٍ، وثانيًا، هناك تحالف إستراتيجيّ بين الدولة السوريّة والنظام الحاكم في طهران، والذي تمّ التوقيع عليه قبل حوالي عشرين عامًا، وأضاف أنّ التواجد الإيرانيّ في سوريّة لا يقتصِر على قوّات (فيلق القدس)، التابع للحرس الثوريّ الإيرانيّ، بل توجد في بلاد الشام ميلشيات تابعة لإيران، مُشيرًا إلى أنّه وفق التقديرات الإسرائيليّة يصل عدد أفراد الميلشيات التابعة لإيران حوالي 80 ألف عنصر.

وتابع عتصيون قائلاً إنّ إسرائيل أهدرت الفرصة الذهبيّة لفعل أيّ شيْ وكلّ شيءٍ لمنع التمركز الإيرانيّ وذلك بين الأعوام 2011 وحتى العام 2014، كاشفًا النقاب عن أنّ صُنّاع القرار في تل أبيب رفضوا توصيات الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة بالعمل العسكريّ قبل فوات الأوان، كما أكّد.

كما كشف المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ السابق أنّ مشاورات جديّة جرت داخل المجلس الوزاريّ الأمنيّ السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) حول ما تريده إسرائيل: إسقاط الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد أمْ لا؟ وأيضًا، بحسبه، تمّ التداول بين المسؤولين السياسيين والأمنيين في تل أبيب هل هدف إسرائيل هو تقسيم سوريّة أمْ المُحافظة على وحدتها؟.

واختتم عتصيون، الرئيس السابق للإستراتيجيّة السياسيّة في وزارة الخارجية الإسرائيليّة، اختتم حديثه بالقول إنّه إذا حاولت إسرائيل تدمير حليف إيران في لبنان (يعني حزب الله)، سنكون قادرين على تدمير بيروت، وسيكون الإيرانيون قادرون على تدمير أجزاءٍ من تل أبيب في المقابل، على حدّ قوله.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى