سفير إسرائيل الأسبق بواشنطن يُشّبه الإيرانيين بالنازيين والمجلس الوزاريّ-الأمنيّ ناقش سيناريو “نهاية إسرائيل” ومُحلِّلٌ يؤكّد حرب 73 لعبة أطفال مُقارنةً بالقادِم

 

بات واضحًا أنّ التهديد الإيرانيّ على وجود دولة الاحتلال يقض مضاجع الإسرائيليين قيادةً وشعبًا، وبما أنّ المؤسسة الأمنيّة وما تُسّمى بالدولة العميقة، إضافةً للضغط الأمريكيّ، يُشكّلون عائقًا وسدًا منيعًا أمام نزوات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للمنشآت النوويّة بالجمهوريّة الإسلاميّة، فإنّ السياسة الإسرائيليّة تعتمِد على ركيزتيْن اثنتيْن: الأولى، تحضير المناخ السياسيّ المناسب قبل دخول بايدن إلى البيت الأبيض، والثاني مواصلة التلويح بحربٍ شاملةٍ، وهو الذي لم يخرج إلى حيّز التنفيذ، مع أنّ تل أبيب قام بتسريب خبرٍ مفاده أنّ الحكومة ناقشات سيناريو “نهاية إسرائيل”.

بالإضافة إلى ذلك، سرّبت المصادر التي وصفت بالرفيعة في تل أبيب خبرًا مفاده أنّ إيران باشرت بمحادثاتٍ سريّةٍ غيرُ مُباشرةٍ مع إدارة بايدن بهدف التوصّل لاتفاقٍ نوويٍّ جديدٍ، وهذا التسريب مُوجَّه للرئيس الأمريكيّ الذي سيدخل إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر القادم، وهدفه التأكيد على أنّ إسرائيل ترفض أيّ حوارٍ مع الإيرانيين، وتدفع باتجاه زيادة العقوبات عليها وعزلها.

وفي هذا السياق، قال السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، إنّ سلسلة من المواضيع الحرجة في مجال السياسة الخارجيّة، تقف أمام إدارة بايدن المتشكلة، ولكن الموضوع الذي يلوح كتحدٍّ وموضع الخلاف الأكبر هو الاتفاق النووي مع إيران.

وزعم شوفال، المقرّب من نتنياهو، أنّ إيران تكرر اليوم على نحو شبه دقيق أساليب الخداع النازية، وتضع أمام الولايات المتحدة وأوروبا نوعا من الإنذار، أولاً عليكم إلغاء العقوبات علينا، وبعد ذلك قد نوافق على البحث في مواضيع أخرى، وفق تعبيره.

ولفت السفير الأسبق إلى أنّ بريطانيا وفرنسا بعد أنْ تعلمتا من خدعة ميونخ، لم تقعا عام 1939 في الفخ الذي أعدته لهما ألمانيا النازية، وأعلنا الحرب عليها، ولكن هل تعلّم بايدن من التاريخ أم سيقع الآن في الفخ الإيراني، وهو في هذه الأثناء يتحدث عن الاستفزاز الإيراني بصياغات من شأنها فقط أنْ تشجعهم على الاستمرار؟.

وتابع السفير شوفال في مقاله بصحيفة (معاريف) العبريّة قائلاً: صحيح أنّ إيران ليست ألمانيا النازية من ناحية قدراتها العسكرية، ولكن لم يكن للألمان سلاح نووي، ولإيران إذا لم تتوقف، سيكون، بحسب تقديره.

ولفت إلى أنّ الشرق الأوسط ليس ذاك الذي كان في زمن التوقيع على الاتفاق النووي في 2015، فشراكة المصالح بين إسرائيل والدول العربية تجاه التهديد الإيراني، أدّت لخلق جبهة براغماتية موحدة ذات آثار واسعة على مستقبل المنطقة.

وشدّدّ على أنّ هذه الجبهة تؤشر الآن إلى إدارة بايدن وليس فقط بالكلمات، أنه سيتعين عليها مراعاة مصالحها الأساسية والوجودية، ولإسرائيل دور مركزي من هذه الناحية، وليس فقط لأنها أكثر من أي طرف آخر يشكل التطلع الإيراني للهيمنة الإقليمية وبرامجها العسكرية تهديدًا وجوديًا عليها، ولا بفضل تفوقها العسكري، بل بسبب المسارات التي توجد لها في مراكز التأثير السياسية والجماهيرية في أمريكا والتي ينبغي تعزيزها، طبقًا لأقواله.

وتابع أنّه في السنوات الأخيرة تخوض إسرائيل حربًا وقائية متعددة الجبهات ضد إيران، ونجاحاتها في هذه المواجهة تقوم على أساس رؤية سياسية صحيحة، علاقاتها الوثيقة مع إدارة ترامب والدبلوماسية الإبداعية تجاه العامل الهّام الآخر في المنطقة، وهي روسيا.

وفي ختام مقاله حذّر السفير الإسرائيليّ الأسبق من أنّ لكلّ هذه الأهداف ستكون واشنطن بحاجةٍ للتعاون مع الحلفاء الطبيعيين لها في المنطقة، وأمّا تجاهل التهديد الإيرانيّ، فسيمس ليس بهم فقط، بل بأهداف الولايات المتحدة، وفقًا لأقواله.

جديرٌ بالذكر أنّ سفير تل أبيب السابِق بواشنطن مايكل أورن، كان قد كشَفَ النقاب عمّا أسماه بـ”سيناريو نهاية إسرائيل”، ناقلاٍ عن مصادر رفيعةٍ في المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المصغّر بتل أبيب أنّ 4000 آلاف صاروخ إيرانيّ دقيق ستسقط يوميًا على الجبهة الداخليّة، وأنّ منظومات الدفاع ستنهار وأنّ الدولة العبريّة ستدخل إلى حالة شللٍ تامٍّ.

وعقّب المُحلّل في صحيفة (هآرتس)، روغل ألفير، مُوجِهًا كلامه إلى الإسرائيليين: “خفتم؟ أنتم على حقٍّ، إذا فكّرتم أنّ حرب أكتوبر من العام 1973 كان هناك خطر بأنْ تُشطَب إسرائيل عن الخريطة، فإنّ السيناريو، الذي تمّت مُناقشته في المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر، يجعل من حرب 73 لعبة أطفالٍ مُقارنةً بما سيحصل، لافِتًا إلى أنّ إسرائيل تُهدِّد بإعادة لبنان إلى العصور الحجريّة، ولكن بعد الاطلاع على السيناريو، فإنّ الحديث يدور عن انتحارٍ جماعيٍّ لدول الشرق الأوسط”، على حدّ قوله.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى