تحليلات سياسيةسلايد

سفير الكيان بواشنطن: “ناقشنا سيناريو زوال إسرائيل في جلستين اثنتين للمجلس الوزاريّ المُصغَّر”..

قال رئيس هيئة الطاقة الذرية في دولة الاحتلال موشيه إدري إنّ تل أبيب مستعدة لمدّ الدول العربية التي وقعت معه “الاتفاقيات الإبراهيمية” التطبيعية بالتكنولوجيا والمعرفة النوويتيْن تحت “مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وجاءت تصريحات إدري في العاصمة النمساوية فيينا أمام المؤتمر الـ 66 للوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرًا أنّ “الاتفاقيات التي وقعت مع المغرب والإمارات والبحرين، ستشكل طريقًا للحوار المباشر والهادف داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وأشار إدري إلى أنّ “مثل هذه الخطوة ستتم تحت مظلّة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يحمل إشارة إلى الطابع السلمي للاستخدامات الذي تشجع عليه الوكالة، التي تشغل العالمة المغربية نجاة مختار منصب نائبة مديرها العام”، بحسب تعبيره.

ونقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) عن إدري قوله “إنّنا نأمل أن تمثل الروح الجديدة في منطقتنا طريقًا إلى الأمام لحوار مباشر هادف داخل منطقتنا، بما في ذلك في المنتديات النووية”، بحسب وصفه.

من جهة أخرى، اتهم موشيه إدري المجموعة العربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستهداف إسرائيل لأسباب سياسية، من خلال وضع بند (القدرات النووية الإسرائيلية) على جدول الأعمال كل عام، وقال إنّ “هذا العمل السياسي غير المجدي يتعارض مع الروح الإيجابية الشاملة في منطقتنا”، معتبرًا أنّ “هذه الأعمال محكوم عليها بالفشل”، وفق ادعائه.

وفي السياق كشفت مصادر سياسيّة إسرائيليّة وغربيّة رفيعة جدًا، كشفت النقاب عن أنّ الدول العربيّة، بقيادة مصر، درجت على تقديم الطلب بمناقشة النوويّ الإسرائيليّ تباعًا منذ العام 1987 وبدون توقّفٍ، وذلك في نقاشات الوكالة الدوليّة للطاقة النوويّة السنويّة، التي تُعقد في مقّر الوكالة في جنيف، سويسرا.

وأضاف الدبلوماسيون أنّه في السنوات الأخيرة تمكّنت إسرائيل من تجنيد عددٍ أكثر من الدول والذين صوّتوا إلى جانبها ضدّ مشروع القرار العربيّ، وبذلك أحبطت مشروع القرار المُقدّم من قبل المجموعة العربيّة، على حدّ قولهم.

وبحسب الدبلوماسيين الإسرائيليين والغربيين، الذين تحدّثوا لصحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّ قرار الدول العربيّة قبل عدّة سنواتٍ بدراسة عدم طرح القضية على جدول أعمال الوكالة نابعٌ من سببين: الأوّل، عدم قدرة المجموعة العربيّة على تجنيد عددٍ كافٍ من الدول للتصويت ضدّ إسرائيل، والثاني، هو التقارب الدراماتيكيّ في العلاقات الإسرائيليّة-المصريّة، وتحديدًا لأنّ مصر كانت دائمًا المُبادرة لتقديم مشروع القرار ضدّ منشآت الدولة العبريّة النوويّة، بحسب الدبلوماسيين.

ولفتت المصادر عينها إلى أنّ المسؤول في مصر عن تقديم مشروع القرار هو وزارة الخارجيّة، التي قام وزيرها، سامح شكري مؤخرًا بزيارة إسرائيل، ومنذ ذلك الحين يُقيم علاقاتٍ وطيدةٍ جدًا مع صُنّاع القرار في الكيان، وتحديدًا في المسألة الفلسطينيّة، وفي قضايا أخرى، وبالتالي، شدّدّ الدبلوماسيون على أنّ شكري قدّر أنّ تقديم مشروع قرارٍ حول النوويّ الإسرائيليّ من شأنه أنْ يُعيق الاتصالات مع الجانب الإسرائيليّ، وإحباط التقدّم في قضايا عديدة تقوم القاهرة وتل أبيب بتطويرها، على حدّ تعبيرهم.

في سياقٍ مُتصّلٍ، رأى البروفيسور يحزكئيل درور، وهو أحد أكبر الإستراتيجيين الإسرائيليين، حيث يُحاضِر بالجامعة العبريّة بالقدس المُحتلّة في كلية العلوم السياسيّة، رأى أنّه “في الوقت الذي تُواصِل إيران سباقها نحو القنبلة النوويّة، التي تُشكّل خطرًا وجوديًا على إسرائيل، يُواصِل أقطاب الكيان بالعزف على الكمان، ما يُذكِّر بما فعله نيرون عندما أحرق روما”،

وأوضح درور في مقال بصحيفة (هآرتس) العبريّة:”فقط دولةً مع مزايا الانتحار، تتصرّف كما تتصرّف إسرائيل، ففي الوقت الذي تزداد حدّة التهديد الإيرانيّ الوجوديّ، يغرق قادة تل أبيب في كيفية تشكيل حكومةٍ، عوضًا عن تشكيل حكومة وحدةٍ وطنيّةٍ لدرء الخطر الإيرانيّ-النوويّ الداهِم”، على حدّ تعبيره.

البروفيسور درور شدّدّ في الوقت عينه على أنّ “إسرائيل، التي أقنعت الولايات المُتحدّة، بالانسحاب من الاتفاق النوويّ مع إيران، (عام 2018) لم تطرح بديلاً مُقنِعًا لوقف البرنامج النوويّ بالجمهوريّة الإسلاميّة، وبالتالي سمحت واشنطن وتل أبيب، من حيث تعلمان لطهران بمُواصلة السباق نحو القنبلة النوويّة”، كما قال.

ومن الجدير ذكره أنّ قائد منظومات الدفاع الجويّ بجيش الاحتلال كان قد قال: “نصطدِم مع عدوٍّ متطوّرٍ يتحدّانا بكلّ الأساليب ولا يُمكِننا الدفاع المُحكَم عن إسرائيل ومنظوماتنا المُختلِفة تتقادَم ونبذل المساعي الـ”خياليّة: لحلّ المُعضِلة”، على حدّ قوله.

من ناحيته أكّد الجنرال في الاحتياط، تسفيكا فوغل، القائد الأسبق للمنطقة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيليّ، أنّ “الوضع الأمنيّ الذي تعيشه إسرائيل يُعتبر الأكثر إذلالاً لها منذ حرب أكتوبر 1973، إسرائيل حاربت ثلاث دولٍ عربيّةٍ في حرب 1967، هزمناها جميعًا، سحقناها، لكننّا اليوم لا نستطيع حسم المعركة مع حماس”.

وفي الخُلاصة بين النوويّ والتكتيكيّ وحتى الإستراتيجيّ، لا بُدّ من التذكير بأنّ سفير إسرائيل السابِق في واشنطن، مايكل أورن، كان قد كشف النقاب عن أنّه تمّت مناقشة سيناريو زوال إسرائيل في جلستين اثنتين للمجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغَّر (الكابينيت) في تل أبيب، وعُلاوةً على ذلك، يبقى السؤال الأهّم مفتوحًا: بحسب الإعلام الغربيّ فإنّ ترسانة إسرائيل النوويّة تشمل بضع مئاتٍ من الصواريخ غير التقليديّة، فلماذا يُكيل العالم بمكياليْن: لإسرائيل مسموح ولإيران أوْ أيّ دولةٍ أخرى ممنوع؟.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى