سنودن يكشف عن «قدس أقداس» المخابرات الإسرائيلية

كَشف الموظف السابق في الاستخبارات الأميركية، إدوارد سنودن، اليوم، عن أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية تمكنت من فك شيفرة البث في كل منظومة الطائرات من دون طيار الإسرائيلية من خلال عملية تجسس واسعة أطلق عليها اسم «أناركيست» (فوضوي). والعملية التي تجرى منذ 18 عاماً، أديرت من قاعدة عسكرية في قبرص، مكّنت الولايات المتحدة وبريطانيا من مشاهدة العمليات الإسرائيلية كافة في غزة وسوريا وإيران ولبنان.

حصلت صحيفة «يدعوت أحرونوت» العبريّة، على وثائق وصور سربها سنودن، ونشرتها اليوم، بعد مصادقة الرقابة العسكرية الإسرائيلية على عملية النشر. وأظهرت الوثائق أن الاستخبارات الأميركية والبريطانية رصدت معلومات عن كل ما يحصل بين الطائرات من دون طيار وقواعدها الإسرائيلية، من إصدار أوامر بقصف مواقع وحتى استقبال القواعد لصور التقطتها هذه الطائرات من أي مكان وصلت إليه.

وقامت إسرائيل بتفعيل سرب ضخم من الطائرات من دون طيار، كانت وظيفتها جمع معلومات استخبارية من غزة والضفة الغربية وأنحاء الشرق الأوسط، كذلك جمع معلومات استخبارية أثناء تخطيطها لشن غارات في إيران. وتبيّن أن نوعين من هذه الطائرات مزود بصواريخ و قنابل تستخدم لتنفيذ عمليات الاغتيال، وأنها كانت تنطلق من قواعد عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي، منها قاعدة «تل نوف»، و«بالماخيم» و«عين شيمر». وهو أمر تتستر عليه إسرائيل وترفض الاعتراف بكون طائراتها من دون طيار مزودة بأسلحة.

مسؤول مخابرات إسرائيلي رفيع المستوى علّق على مضامين الوثائق بالقول «إن ما حصل يعتبر بمثابة زلزال، المخابرات البريطانية والأميركية عرتنا عنوّة، وهذا الكشف يؤكد أن الشيفرات التي نستخدمها في وسائل اتصالنا ليست آمنة أمامهم». وأضاف بأنّ «ما حصل هو أخطر عملية تجسس في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية». وقد عنونت الصحيفة العبرية تقريرها بـ«الكشف عن قدس أقداس المخابرات الإسرائيلية».

واستطاعت عمليات التجسس الأميركية والبريطانية فك شيفرة منظومات إسرائيلية قتالية ولمراقبة حزب الله ومصر وتركيا وإيران وسوريا، غير أن غالبية جهود العملية «أناركيست» وجهت ضد إسرائيل، بحسب الوثائق.

وبدأت العملية التجسسية «الخطيرة» منذ عام 1998، ونفذتها وكالة الأمن القومي الأميركية «NSA» ونظيرتها البريطانية «GCHQ»، من قاعدة «مانفيت هيل» في بريطانيا وقاعدة التنصت البريطانية ــ الأميركية المشتركة والتي مقرها في قمة جبال ترودوس، أعلى نقطة في قبرص. وكان هدفها فك شيفرة، واعتراض بث محادثات مشفرة لدى جيوش مركزية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أسلحتها الجوية وأسلحتها الذكية والرادارات.

وشملت الوثائق التي حصل عليها سنودن صوراً وأشرطة فيديو صورتها الطائرات الإسرائيلية من دون طيار. وعلى سبيل المثال سَجّل طاقم القاعدة في قبرص، في 24/حزيران يونيو 2009، حركة الطائرات من دون طيار الإسرائيلية بالقرب من نابلس وقرى فلسطينية أخرى. وفي نيسان/أبريل 2010، رصدت حركة الطائرات من دون طيار الإسرائيلية وهي تجمع معلومات استخبارية في عتيل في الضفة الغربية المحتلة.

وثيقة للاستخبارات البريطانية أشارت إلى أنه منذ عام 2008، يجري هذا التغلغل في منظومة الطائرات من دون طيار الإسرائيلية، معتبرةً أن «لا بديل من ذلك لفهم الجيش الإسرائيلي وعملياته، ما يمكننا من فهم التطورات المستقبلية في المنطقة».

ومن الواضح، وفق الصحيفة، أن الوثيقة لا تتعامل مع حقيقة كون إسرائيل حليفة للولايات المتحدة وبريطانيا و«بنت البيت»، فهي أشارت إلى أنه خلال عملية التجسس خصصت الولايات المتحدة الكثير من الجهد لتتبع الاستعدادات الإسرائيلية لمهاجمة إيران، وأنها بدأت بعدما ساد قلق كبير في الولايات المتحدة أن إسرائيل، وخصوصاً في عهد رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، ستقوم بإجراءات عسكرية كبيرة ومهمة في المنطقة من دون التنسيق معها، ما قد يتسبب في عدم الاستقرار في المنطقة.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى