سوريا .. والعودة

 

بعد عشر سنوات من عدم قدرتي على فتح كتبه ..  وبتشجيع من اصدقاء حميمين بعد قراءتهم وابداء اعجابهم الشديد .. وضعت اول كتاب له أمامي وتجرأت على فتحه ودون أي جهد. غصت في أعماقه بعد أن ذرفت دمع الوداع على حزني عليه وعلى فراقه وخوفي من نزف ذكريات أحاول مداراتها وتجاهلها لأنها تؤلمني كثيرا برحيله المبكر عن هذه الحياة وقبل أن نستمتع به ومعه بقطف ثمار انجازاته ونجاحاته الأدبية ..!!

فتحت رواية أبي الأولى ( عكا والرحيل ) ..

قرأتها كاملة في يوم واحد .. !!

كنت مشتاقة جدا له .. ولكلماته .. وأفكاره ..

شعرت به يكلمني .. أمسك بيده ونتمشى معا في حواري الرواية  ونتعرف على الشخصيات ونتبادل الآراء حولها  وحول تصرفاتها .. نتأثر بالأحداث التي تحدث فيها ، ونبررها .. نرفضها … ونتعاطف مع شخوصها ..

كان ينظر إلي عبر السطور بحنان … يكلمني بهدوء يضحك معي وأنا سعيدة به وبكلماته .. فخورة بأفكاره وأسلوبه .. معجبة بقدرته على سرد الأحداث ..!!

والدي ابن عكا الذي لا يعرف عكا ..!!

غادرها ابن خمسة أيام هو وعائلته بسبب هجوم الاسرائيليين عليها على أمل العودة ولم يعد .. ولم نعد .. وأصبحنا لاجئين ..!!!

رحيله عن عكا لم يكن حدثاً عاديا . لقد ورث عشقها من أمه ، وحمل قضيتها على أكتافه التي انحنت من ثقل القضية .. أرّخها في رواياته ، وعشقها في كلماته … لتكون حلماً … كان يتمنى أن يراها قبل مماته .. واذا بها تبقى طي الكتب .. وبين الصفحات مطوية .. لنرثها عنه .. ونحلم بها .. !!

يحضرني سؤال وأنا أغلق الرواية بعد أن أنهيتها :هل تُتوارث الأحلام …!!؟؟؟

فها نحن اليوم  بتنا نحلم بسوريا وطناً … بعد أن غادرناها مرغمين بسبب الحرب .. !! والتي عشقها والدي كعشقه لفلسطين ، وأورثنا هذا العشق الأبدي و الذي للأسف بات أيضا حملا نحمله معنا أينما كنا .. يؤلمنا فراقه .. ونحلم به .. ونتمنى العودة !!!

فهل الزمان يكرر نفسه .. ليكون محكوما علينا الحروب والنزوح والهجران ؟!؟ والعيش على أمل العودة الذي لا يتحقق ؟!؟؟

ولكن لا .. سأبقى على أمل أن تكون احلامي (( سوريا والعودة )) … وليس الرحيل .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى