نوافذ

شابلن… وآخرون

مكافأة

يقول شارلي شابلن: ” اشتغلت مخرجاً مسرحياً لأكسب 35 قرشاً سويسرياً، وفنجاناً من القهوة. وكممثل لم يكن هدفي الأول إضحاك الناس، أو تحويل الشخصية إلى رمز. لم أكن أهدف إلى أكثر من إضحاك “ماك سينيت”، ربّ عملي القديم الذي أحبه”.

شارلي في شيخوخته…. كان يتمشى مع زوجته في إحدى أسواق جنيف، طفلتان سويسريتان شاهدتاه، فأسرعتا إلى دكان بيع الزهور واشترتا باقة وقدمتا الباقة إلى شارلي شابلن، وقالت إحداهما:

“شكراً لأنك أضحكتنا كثيراً”

بقي شارلي جامداً في مكانه. استند إلى ذراع زوجته، وبكى في صمت.

وذات يوم أعلن عن مسابقة لاختيار المقلدين الأفضل لشارلي شابلن، وكانت النتيجة حصل شابلن على المرتبة الثانية، والمركز الأول من نصيب ابن مدير المسابقة.

العملاق

——-

حين رآه “تشرشل” رئيس وزراء بريطانيا، قال عنه: من المثير للقلق والاشمئزاز رؤية هذا السيد “غاندي”، هذا الخبيث المتعصب الهدام. ومع ذلك سيكون علينا، عاجلاً أم آجلاً، أن نواجهه، وأن نسحقه في النهاية. فلا فائدة من تهدئة النمر بإعطائه طعام هر، وليست لدينا أدنى نية في التخلي عن أثمن درة “لامعة” في التاج البريطاني… الهند”.

غاندي رجل نصف عار ونحيل قاد الهند إلى استقلالها بثورة اللاعنف.

حين رآه “برناردشو” يتجول في شوارع لندن، نصف عارٍ قال: هذا هو المهاتما العملاق، وأنا المهاتما القزم.

الأمير

——

تخيلوا محطة تلفزيون وفيها أحد ولاة الحجاج بن يوسف الثقفي يخطب في مسجد، يوم الجمعة قائلاً: أيها الناس… أقول لكم ما قاله الله عز وجل في كتابه العزيز:

ليس شيء على المؤمن بباقي     غير وجه المبسّح الخلاق

فقيل له: أيها الأمير… هذا ليس قول الله، بل شعر عُدي بن زيد. فقال: “فنعم واللهِ ما قال عدي ”

الكتابة

——

ماركس قال: لم يجلب لي “رأس المال” ثمن السجائر التي دخنتها أثناء تأليفه” ويتطرف كاتب آخر فيقول: “لم تجلب لي الكتابة مالاً يكفي لشراء ربّاط لحذائي”. وفلوبير قال: “الكتابة هي عيشة كلب، لكنها وحدها التي تستحق الحياة”.

وفي الحقيقة هناك شيء تراجيدي في حياة الكاتب غير مسألة المكافأة وهو استمرار بؤس الواقع مع تنامي أدوات المعرفة، وتعدد منجزات الجمال. وثمة من يحمل الكاتب مهمة حل مشكلة التصحر وثقب الأوزون، فيما يكون الكاتب يحلم بخبز الحرية أو حرية الخبز.

مع ذلك… تستمر هذه الكوكبة من المبدعين في إنتاج ووصف ما تحلم به بدافع من الروح المعمارية، بانية الحياة ومزخرفة مفرداتها.

تناقض

——-

يرى أحد البريطانيين “أن العداء لأمريكا هو تقدمية المغفلين”.

ويرى، في المقابل، أحد الأمريكيين: “أن الباحثين عن حصان في البيت الأبيض… لن يجدوا، في نهاية الحوار، إلا رسناً لهم”.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى