شكسبير ينبعث في لندن

لم تكن عملية التنقيب عن «مسرح شوريديتش» (في منتصف لندن) الذي شكل الحضن الأول للابداع الشكسبيري موضع استحالة بالنسبة للعلماء الأركيولوجيين التابعين لمتحف لندن، إلا أنها لم تتم بهذه السهولة كذلك. المَعلم العائد إلى عام 1576 وأعيد استكشافه عام 2008، سيصبح متاحاً لجميع محبي وليام شكسبير (1564_1616) في شارع «نيو إن إن برودواي» العام المقبل، ضمن معرض استعاديّ دائم لإرث الشاعر والكاتب المسرحيّ الإنكليزيّ الرائد.

لن تكون أساسيات المسرح وأنقاضه العنصر الوحيد في الحدث المرتقب، إذ أن العرض سيضم قطعاً أخرى، من بينها قدح أثري، على سطحه صورة رجل ملتحٍ ثريّ، وصناديق طينيةّ وأوعية خزفيةّ كان يجري استخدامها لحفظ النقود المجنية، بالإضافة إلى مقتنيات ستتم استدانتها من متاحف متخصصة بالتاريخ المسرحيّ البريطانيّ، ونصب تذكاريّ لشكسيبر من صناعة رافائيل مخلوف وهايلي جيبس.

الموقع التاريخيّ الذي شهد على قيام رائعة شكسبير «روميو وجولييت»، افتُتح خلال نشأة «شاعر أفون الملحمي» في بلدة ستراتفورد الماكثة على أطراف العاصمة البريطانية، على يد جيمس بورباج (1531_1597) ومن خلال نفقة نسيبه التي طالت الـ700 يورو. إلا أن مآل المنشأة التي وصفها المؤرخ جون ستو على أنها «حاضنة الكوميديا، التراجيديا، وتاريخ من التسلية» كان موسوماً بالتدمير تزامناً مع التطور العمرانيّ الذي توغل في المدينة مع الزمن.

على الرغم من ذلك، لم تتوار أشلاء المكان المُجهض وخرائبه، إذ استطاعت الباحة الرئيسية التي كان يتقاطر إليها المشاهدون للأكل والشرب والتدخين، إضافة إلى بقايا حجرية وقرميدية، كما أجزاء من مستوعبات شراب وبذور فاكهة قديمة، أن تتصدى لقوة الزمن، ما مهد السبيل أمام الأكاديميين لإعادة إستكشاف البقعة التاريخية.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى