صاروخُ فلسطينيٌّ هزّ الكيان… 150 ألف صاروخ يمتلِك حزب الله وكلّ بُقعةٍ بإسرائيل في مرماها! مُراقِب الدولة يكشِف عيوب الجبهة الداخليّة ومروحيّات الاحتلال

 

سؤالٌ منطقيٌّ: في الأسبوع الماضي أطلقت المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة صاروخًا من مدينة رفح أصاب بيتًا في مستوطنة (ميشميريت) على بُعد 140 كم، الواقِعة شمال تل أبيب، الصاروخ هزّ كيان الاحتلال، والبقيّة معروفة، على الناحية الأخرى، حزب الله اللبنانيّ يمتلِك، بحسب التقديرات الإسرائيليّة، أكثر من 150 ألف صاروخ، قادِرة على إصابة كلّ بُقعةٍ في الدولة العبريّة، فكيف ستتعامل تل أبيب مع هذا الكمّ الهائِل من الصواريخ، وتحديدًا الدقيقة منها؟

في هذا السياق، قال مراقب الدولة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، القاضي المتقاعد يوسف شابيرا، في تقريرين أعدّهما إنّ عيوبًا كثيرة أصابت منظومة المروحيات التابعة لجيش الاحتلال واستعداد الجبهة الداخليّة للإنقاذ والإسعاف خلال حالات الطوارئ.

وبحسب موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، لفت شابيرا إلى أنّ هذه التقارير تعرِض صورةً واسعةً للفجوات والعيوب أثناء استعداد المنظومات التي يفترض أنْ تقدم المساعدة، بحسب تعبيره.

وأضاف شابيرا قائلاً إنّ العيوب المُهمّة التي ظهرت في التقارير تستوجِب التدّخل المباشر من قبل وزير الأمن ورئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، وقائد سلاح الجو وقائد الجبهة الداخلية من أجل إصلاح الأمر، لاستعداد هذه المنظومات على ضوء التهديدات الإقليميّة.

وحول الوضع الحالي للجبهة الداخليّة، لفت القاضي شابيرا إلى أنّ المجلس الوزاري السياسيّ-الأمنيّ المُصغّر (الكابينيت) صادق خلال العام 2016 على سيناريو يتعلّق بالجهة المدنية للسنوات 2016 -2020، وتابع قائلً إنّ السيناريو المتعلق بالجبهة الداخليّة هو سيناريو حرب على عدّة جبهاتٍ، خصوصًا فيما يتعلّق بالصواريخ التي بحوزة العدوّ، وسقوطها المتوقّع على الداخل وإلحاق أضرارٍ مُتوقعّةٍ بالمباني، كما أكّد.

وقد علقّت قيادة الجبهة الداخلية على التقريرين بالقول للموقع العبريّ إنّ السيناريو الذي صودق عليه في الكابينت لا يتضمّن جميع الجوانب المطلوبة من أجل الاستعداد لسيناريو الحرب المتوقع وتأثيره على الداخل، على حدّ قولها.

ووفقًا لشابيرا، فإنّ إحدى الفجوات التي ظهرت بين الخطط والواقع هو حجم كتائب الإنقاذ والإسعاف الذي لا يتناسب مع التهديدات الحديثة، وقال: منذ العام 1992 لم يتّم تحليل حجم ترتيب قوات كتائب الإنقاذ والإسعاف التابعة للجبهة الداخليّة المطلوبة لتوافق مع سيناريو الجبهة الداخليّة، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه تبيّن أنّ كتائب الإنقاذ في الاحتياط في مستوى أهلية منخفضة حتى متوسطة، وفقًا لتعبيره.

ولفت الموقع الإخباريّ-العبريّ إلى أنّ التقرير فحص الخطط العملياتية لقيادة الجبهة الداخليّة، ووجد أنّ هناك كتائب من الإنقاذ والإسعاف مخصصةً لمُهمّة إخلاء السكان، على الرغم من أنّ الأمر قد يحدث في وقتٍ واحدٍ. وكتب المراقب: في وضعٍ كهذا تنفيذ الخطتين في الوقت نفسه قد يلحق ضررًا بسبب ازدواجية المهمات، على حدّ وصفه.

إلى ذلك، يسرائيل هارئيل، من غلاة المُستوطنين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والذي شغل منصب رئيس ما يُطلق عليه مجلس المُستوطنات لمدّة 15 عامًا، قرر الخروج عن الصّف والتغريد خارج السرب، ونشر مقالاً في صحيفة (هآرتس) تناول فيه مناعة العمق الإسرائيليّ، وفي ردٍّ على ما تحاول القيادة الكيان تصويره عن مناعةٍ قوميّةٍ لدى الجمهور الإسرائيليّ، لفت هارئيل إلى أنّ ردود الفعل الإشكالية للمدنيين في الشمال في ضوء الهجمات الصاروخية خلال حرب لبنان الثانية، والهرب الجماعيّ لسكان النقب في ضوء قصف حماس خلال عملية “الجرف الصامد”، أثبتت أنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تتمتّع بقدرةٍ منخفضةٍ ومقلقةٍ على المواجهة.

وهكذا تمكّن هارئيل من تجريد القيادة السياسيّة الإسرائيليّة التي تُحاوِل التخفيف من وطأة امتناعها عن المبادرة بفعل قيود الردع المضاد، وخاصة أنّه رأى أيضًا أنّ أداء صنّاع القرار في تل أبيب ينطوي على اعتماد سياسة الاحتواء، بعد التخلّي عن سياسة الهجوم المُضاد والمبادرة منذ حرب عام 1967.

بكلمات أخرى، جزم هارئيل قائلاً إنّه منذ حرب الأيّام الستّة (عدوان حزيران 1967)، توقّفت إسرائيل عن المبادرة، وانتقلت إلى مرحلة التلقّي، وهذه النظرية تتطابق مع تصريح وزير الأمن الإسرائيليّ السابق، أفيغدور ليبرمان، الذي أكّد أخيرًا أنّه منذ العام 1967 لم تنتصر إسرائيل في أيّ حربٍ خاضتها.

هارئيل وصف تباهي قائد سلاح الجو الإسرائيليّ المنتهية ولايته حديثًا الجنرال أمير إيشل، بأنّ إسرائيل نفذت في السنوات الخمس الماضية نحو مائة هجوم في سوريّة، بأنه فرح الفقراء، إذْ لم تمنع هذه الهجمات من نقل نحو 150 ألف صاروخ آخر إلى حزب الله.

وأراد هارئيل بذلك، تسليط الضوء على الجانب المظلم من عقيدة “الحرب بين الحروب”، التي أعلنتها إسرائيل والهادفة إلى منع تعاظم قدرات حزب الله، باعتبار أنّ معيار نجاحها يكمن في نتائجها وتداعياتها على مستوى القدرات، ومن أهّم تجليات هذه النتائج، الصراخ والتهويل الذي يعلو في الداخل الإسرائيليّ، بفعل التعاظم النوعيّ والكميّ الهائل في قدرات حزب الله، على حدّ تعبيره.

صخيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى