“فورين بوليسي”: بعد أزمة كورونا.. عالمٌ أقل انفتاحاً وحريةً وازدهاراً

 

سيسرع فيروس “كوفيد – 19” من تحول السلطة والنفوذ من الغرب إلى الشرق، وخصوصاً بعد التعامل الجيد لدول الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة، مع انتشار الوباء.

كانت الاستجابة في أوروبا وأميركا تجاه فيروس كورونا بطيئة وعشوائية.

كتب ستيفن والت مقالة في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تناول فيها التحول العالمي الذي سيكون بعد أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم.

وكانت “فورين بوليسي” قد طلبت من 12 مفكراً بارزاً من جميع أنحاء العالم، بينهم والت، عرض توقعاتهم للنظام العالمي بعد الوباء القاتل.

وقال والت إن هذا الوباء سيقوي الدولة ويعزز القومية، والحكومات ستتبنى بجميع أنواعها إجراءات طارئة لإدارة الأزمة، وسيكره الكثيرون من الحكام التخلي عن هذه السلطات الجديدة عند انتهاء الأزمة.

وأضاف أن فيروس “كوفيد – 19” الجديد سوف يسرع كذلك من تحول السلطة والنفوذ من الغرب إلى الشرق. فقد استجابت كوريا الجنوبية وسنغافورة للوباء بشكل أفضل، وكان رد فعل الصين جيداً بعد أخطائها المبكرة. وكانت الاستجابة في أوروبا وأميركا بطيئة وعشوائية بالمقارنة، مما زاد من تشويه هالة “العلامة التجارية” الغربية.

ورأى الكاتب أنه ما لن يتغير هو الطبيعة المتضاربة بشكل أساسي للسياسة العالمية. فالأوبئة السابقة – بما في ذلك وباء الإنفلونزا في 19 18-1919 -لم تنهِ التنافس بين القوى العظمى ولم تفتح حقبة جديدة من التعاون العالمي. ولن يفعل ذلك فيروس كورونا. فسوف نشهد تراجعاً إضافياً عن العولمة المفرطة، حيث يتطلع المواطنون إلى الحكومات الوطنية لحمايتهم، بينما تسعى الدول والشركات للحد من نقاط الضعف المستقبلية.

سيخلق الفيروس عالماً أقل انفتاحاً وأقل ازدهاراً وأقل حرية. فالجمع بين فيروس قاتل وتخطيط غير ملائم وقيادة غير كفؤة وضع البشرية على مسار جديد ومثير للقلق.

وقالت “فورين بوليسي” في تقديمها للمقالات إن جائحة الفيروس الجديد هي التاجي حدث مدمر على مستوى العالم، مثل سقوط جدار برلين أو انهيار بنك ليمان براذرز، حدث لا يمكننا أن نتخيل عواقبه بعيدة المدى إلا اليوم. فمثلما أدى هذا المرض إلى تحطيم الحياة، وتعطيل الأسواق، وكشف كفاءة الحكومات (أو انعدامها)، فإنه سيؤدي إلى تحولات دائمة في القوة السياسية والاقتصادية بطرق لن تظهر إلا لاحقاً.

ترجمة: الميادين نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى