صرخة حياة

 

لم يعد يعنيني كيف تحيا أو كيف تموت

لم يعد يعنيني ان كنت تعيساً أو سعيدا

لم يعد يعنيني ان اعتبروك إنسانا أو مجرد رقم على تابوت

لم يعد يعنيني اي شيء !!

لقد حولوني إلى هيكل متحرك دون عقل .. دون رحمة .. دون إنسانية

حولوني إلى جسد متآكل من كثرة الأفكار والهموم اليومية

حولوني إلى قربة مثقوبة بعد أن كنت آلة موسيقية !!

حولوني إلى شبه إنسان .. بعد أن كنت أقاتل من أجل قيم ومثل وحقوق إنسانية

فالحرب .. جردتني من كل احساس .. وجعلتني أنانية !!

أنا أعيش .. آكل .. أتنفس .. أقنعوني أن هذه هي النعمة الحقيقية !!

وأنا مشغولة في البحث عن مورد رزق .. وجرة غاز .. ولمبة انارة ببطارية ..

أنا مشغولة في البحث عن أدوات الحياة البدائية …عن ما يكفيني لأطعم أبنائي وأسد أفواههم لكي لا أفسح لهم مجالا أن يسألوا كيف ، والى ، ومتى ، ولماذا ، ندفع ثمن حرب لم نختارها .. ونعارك الحياة التي اختارتنا ولم نختارها ؟!؟؟ فأين المثل والقيم التي قرأناها ، وعلى أجهزة التلفاز سمعناها … وفي العوالم الافتراضية؟

أين الحرية والكرامة والإنسانية ؟

وأين نحن من كل ما يجري حولنا ونقف عاجزين عن إيقاف آثاره التي يزداد يوما بعد يوم أذاها ؟!!؟!

أين نحن وأين انتم وكيف اختارتنا الحرب ولم تختاركم

ولماذا علينا أن ندفع الثمن ..

ثمن انتمائنا لمكان أو دين أو هوية ؟!

لماذا كل هذا العذاب اليوم باسم الحياة الأبدية .. ونحن نريد أن نحيا فقط حياة حقيقية

اعذرني يا أخي فصرختي ما زالت قوية … ورغبتي بالحياة قوية قوية

وأنا ما زلت ابحث عن روحي التي أضاعتها الأطماع البشرية!

فهلا سمعت صرختي وأعدت لي روحي المفقودة !!

ساعدني على وقف الحرب  .. والتصالح مع الحياة من جديد .. وامنحني بعضا من الإنسانية !!!

فنحن ابناء الحياة..

ونريد بعضا من الكرامة والحب والحرية ، ليعود لنا شعورنا الانساني.. ونستطيع أن نتعاطف ونساعد وندعم الأخرين .. ونحلم من جديد بعالم أفضل!!

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى