علاقات اجتماعية

الحب من طرف واحد ليس حظاً عاثراً.. بل حالة نفسية معقدة

هل تجد نفسك في علاقة حب من طرف واحد بشكل دائم؟ هل تلوم حظك؟ أم تعتبر أن اللوم كاملاً يقع على اختيارك الأشخاص غير المناسبين لك؟ عادة الحب من طرف واحد يكون خلال مرحلة المراهقة، حيث تكون المشاعر خارجة عن السيطرة، ومرتبطة بهرمونات خارجة أيضاً عن السيطرة.. ولكن هذه النوعية من حب في هذه المرحلة عمرية طبيعية تماماً، أما استمرارها لما بعد مرحلة المراهقة، فهو دليل على حالة نفسية معقدة.

ما هي الأكورمانتيسيزم؟

يمكن تفسير مشاعر الأكورمانتيك بطريقتين؛ الأولى. هي الشعور بالحب لشخص آخر،. والرغبة بالحصول على حبه. ولكن حين يشعر المعني بأن هناك إمكانية بأن يحصل على الحب «فعلياً» فإن مشاعره تختفي كلياً.

الطريقة الثانية هي بكل بساطة الرغبة بحب الآخر. وعدم الحصول على حب في المقابل. أي أن الشخص المعني يريد أن يحب الآخر، ولكنه لا يريد من الآخر أن يحبه. والمشكلة هي أنه يصعب على الشخص الذي يعاني من هذه الحالة معرفة بأنه يشعر بهذه الطريقة.

لذلك ما يحدث هو أنه يختار وبشكل تلقائي الأشخاص الذين لا يمكنه الحصول عليهم أو على حبهم.. ثم يندب حظه العاثر الذي يجعله يختبر علاقات حب من طرف واحد طوال الوقت.
هي أشبه بحالة الحب من الناحية النظرية. وبالتالي معظم الذين يحبون «بشكل متكرر» من طرف واحد، لا يبادرون للتعبير عن إعلان عن حبهم بشكل علني،. بل يحبون بصمت.

المشكلة معقدة هنا؛ لأن الحب من طرف واحد، والذي بطبيعة الحال سيكون نتيجته الألم والقلب المحطم، سيترك أثره النفسي والجسدي. فوفق العلماء؛ الحب من طرف واحد يحفز أجزاء المخ المرتبطة بالألم.

وهذا الألم هو فعلي وحقيقي ومشابه لأي ألم جسدي، فالدماغ لا يفرق بين الألم الجسدي والعاطفي؛ لأن العقل يستخدم نفس المناطق التي تعالج الألم الجسدي لمعالجة الألم العاطفي.

الحب من طرف واحد حالة نفسية معقدة
ما الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة؟

هناك مجموعة من الأسباب المتداخلة والمعروفة التي جعلك بالحالة النفسية التي أنت عليها، وعليك الخروج من هذه الحلقة المفرغة؛ لأنها حالة يمكن علاجها.

التعرض لصدمة عاطفية في الماضي

من الأسباب الأكثر شيوعاً هي تعرض الشخص الذي يعاني من هذه الحالة لصدمة عاطفية. لا أهمية للسن الذي تعرض فيه للصدمة، فقد يكون حباً طفولياً أو خلال مرحلة المراهقة. الأهمية كلها تنحصر بالألم وخيبة الألم التي نجمت عن الحب هذا.

الصدمة والألم يجعلان الشخص وبشكل لاإرادي؛ يخاف من اختبار المشاعر نفسها مجدداً، لذلك يتم اللجوء يتم وبشكل لاإرادي أيضاً إلى حب يستحيل تحوله إلى واقع.

سوء المعاملة خلال مرحلة الطفولة

سوء المعاملة قد يكون نفسياً أو جسدياً أو جنسياً. أو أحياناً قد يكون من قبل والديْن لم يمنحا طفلهما ما يكفي من الحب والحنان. أو لعلهما من النوع الذي لا يزال يعتبر أن العنف الجسدي هو وسيلة تأديب مقبولة.
هذه التراكمات تجعل الشخص وخلال مراحل نموه العاطفي يقتنع بأنه لا يستحق الحب. وبالتالي يكمل حياته وفق ما اعتاد عليه. أن يحب الآخرون ولا يحصل على حب مقابل.

علاقة الوالدين ببعضهما كانت سيئة

الطفل بشكل عام، ذكراً كان أم أنثى، يتعلم كل شيء ممن حوله، وغالباً ما يكتسب عادات والده، سواء في معالمة الأنثى (الأم والشقيقات)، أو بمقاربته للحب بشكل عام. إن كان قد ترعرع في منزل حافل بالمشاكل الزوجية والمشاجرات العلنية بين والديه، وبالنفور، وبانعدام مشاعر الحب، فهو بالتأكيد لن يملك نظرة «رومانسية» عن الزواج والعلاقات.

هذا لا يعني أنه سيتحول إلى شخص غير رومانسي، على العكس؛ فقد يكون كذلك، ولكنه يحتفظ بكل مشاعره لنفسه، ولا يعبّر عنها لأي شخص آخر، وبالتالي يحب بصمت.

انعدام الثقة في النفس

عندما يكنّ الشخص الحب لطرف آخر، وتبقى مشاعره سرية؛ فهناك الكثير من مشاعر الاطمئنان؛ لأنه المعني، لا يخاطر بشيء، وليس المطلوب منه «البروز» ليكون على قدر التحدي.

التعبير عن مشاعر الحب تتطلب ثقة كبيرة في النفس، خصوصاً إن كان الرد غير معروف أو غير واضح.
في المقابل، عدم الثقة في النفس تجعل الشخص عاجزاً عن حب نفسه أولاً، فهناك الكثير من التشكيك بالذات، ناهيك عن «خيبات الأمل» المتكررة، ما يعني الكثير من مشاعر انعدام الآمان.

عدم القدرة على حب الذات، بالإضافة إلى مشاعر انعدام الأمان، تجعل علاقة «طبيعية» من الحب المتبادل أشبه بكابوس مريع، لا يريد الشخص المعني اختباره.

 

صحيقة الوطن الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى