علاقات اجتماعية

خمسة أسباب نفسية للمبالغة في الغيرة الزوجية

 الغيرة الزوجية تكون أمراً عادياً في العلاقة الزوجية، إذا كانت ضمن الحدود المعقولة والمقبولة، ولكنها تخرج من هذا الإطار لتصبح مصدر قلق وعذاب ومعاناة للرجل، والمرأة إذا كانت قوية. من الطبيعي أن تغار المرأة على زوجها أو خطيبها أو فارس أحلامها إذا شعرت بأن امرأة أخرى تحاول خطفه منها عن طريق جملة من التصرفات التي توحي بأن الأخرى مهتمة به وتريده. في هذه الحالة، من حق المرأة أن تشعر بهذه الغيرة، وتحاول المستحيل من أجل الاحتفاظ بمن تحبه وتريده لنفسها، لأنه أقرب الناس إليها.

النساء والغيرة

قالت دراسة برازيلية، لمركز «سيبراي» للدراسات الاجتماعية، الزوجية والأسرية، إن الغيرة متأصلة في النفس الإنسانية بشكلين، سطحي أو عميق. فإذا كانت بشكل سطحي، فهذا يعني أن الغيرة ضمن الحدود المعقولة والمقبولة. أما إذا كانت متأصلة أو متجذرة بشكل عميق، فإن ذلك يمثل حالة المبالغة. الأمر يتعلق بالناحية النفسية. فكلما زاد التأصل. فإن المبالغة تكون أقوى، وكلما خفّ أو كان سطحياً. فان الأمر يكون عادياً وليس هناك داع للقلق.

جميع النساء يشعرن بالغيرة. فهي ربما تغار من أمها أو أختها؛ لأنهما تبدوان أكثر جمالاً منها، أو ربما تغار من صديقتها؛ لأنها أكثر انفتاحاً وإقبالاً على الحياة منها، أو ربما تغار من أي إنسان تشعر بأنه أذكى منها. هذه الغيرة أمر عادي من أمور الحياة، ولكنها في الوقت نفسه ربما تكون مصدراً لقلق كبير.

المخيلة غذاء للحالة النفسية

للغيرة علاقة قوية جداً بالمخيلة التي هي بحد ذاتها ترسم معالم الغيرة التي تشعر بها المرأة. وبقدر ما تكون المخيلة خصبة، فإن ذلك يؤثر على درجات الغيرة. المخيلة بحسب تعريف الدراسة يمكن اعتبارها بمثابة الغذاء الذي يؤدي إلى «تخمة» في الحالة النفسية، وهذه التخمة هي التي تجعل من الغيرة وحشاً كاسراً، حيث إن التحكم بالمخيلة يختلف من شخص لآخر، فهناك من له مخيلة متواضعة يمكن ألا يشعر بها صاحبها كثيراً، لأنها لا تؤدي إلى أزمات كثيرة، بما فيها الغيرة المفرطة. وفي المقابل، هناك أناس يملكون مخيلات واسعة، مركّباً فيها مئات، بل آلاف «الكاميرات» التصويرية، بحسب وصف الدراسة. فمن هذه الكاميرات ما يضخم عشرات المرات، ومنها ما يضخم مئات المرات، وهناك «كاميرات» عادية تعكس الصورة بحجمها العادي والطبيعي.

يقال في علم النفس، إن أصحاب المخيلة الواسعة لا يستطيعون التحكم بها كثيراً. لأنها كنبع الماء الذي تتدفق منه المياه بشكل مستمر. إلا أنه في مقابل ذلك، هناك نقطة وصفتها الدراسة بـ«نقطة الهدنة». وهي النقطة التي يستطيع من خلالها صاحب المخيلة الواسعة والقوية جداً اللجوء لـ«الغربلة». لفصل ما هو واقعي عما هو خيالي. وهذا أمر جيد يمكن أن يساعد على التخفيف من وطأة الحالة النفسية المبالغ فيها في عالم الغيرة.

أسباب نفسية للغيرة وكيفية المواجهة
عالم الماضي المسيطر

هناك أناس يمكن وصفهم بأنهم يعيشون الماضي بشكل دائم. ولا يستطيعون الخروج من دوامته. فإذا علمت المرأة بأن شريكها كان في الماضي صياداً ماهراً للنساء، فإن مخيلتها تبدأ بالعمل. وحالتها النفسية لا تدعها تخرج عن إطار الماضي. لتجعلها تفكر في ذلك، وتتسبب لنفسها بحالة مؤذية من الغيرة.

  • المواجهة: يجب على المرأة أن تعلم بأن الماضي هو ما مضى وانتهى ولن يعود. ولذلك يجب أن تضعه خلف ظهرها، من أجل العيش للحاضر والمستقبل.
المسامحة

المسامحة والقدرة عليها هي حالة نفسية مهمة، ومع الأسف هناك نساء كثيرات ممن لا يستطعن أن يسامحن أحداً أخطأ بحقهن مرة، حتى لو كان هذا الخطأ من دون قصد، وبالمقابل هناك من يستطعن أن يسامحن بسهولة.

  • المواجهة: إذا لم تكن المرأة قادرة على المسامحة، فإنها ستتسبب لنفسها بحالة من الكبت الذي ربما ينفجر في مرحلة من مراحل حياتها على شكل أمراض وعلل وعقد نفسية لها أولاً وليس لها آخر، فالمسامحة تريح حالتك النفسية، فلا تفرطي بها.
التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين

إن مقارنة الذات مع الآخرين، تمثل أيضاً حالة نفسية غير صحية، تحمل في باطنها ضعفاً في الشخصية، وشعوراً بالدونية، وعدم حب النفس، هذا الوصف في الشخصيات هي حالات نفسية قد تكون مدمرة.

  • المواجهة: وهذا يعتبر أسلوباً قوياً في الاهتمام بالذات، وترك الآخرين يعيشون حياتهم. هذه الحالة النفسية تجعل المرأة تقبل نفسها كما هي، ولا تعطي المجال للغيرة في حال شعرت بأنها شخصية أقل أهمية من الآخرين.
القدرة على مناقشة الغيرة مع الشريك

الدافع النفسي القوي لحل المشاكل، يجعل المرأة قادرة على مناقشة ذلك مع شريكها، للتوصل إلى تفاهم مشترك يجنبهما نتائج لا تحمد عقباها بسبب الغيرة.

  • المواجهة: من المهم جداً اللجوء لمناقشة الغيرة مع الشريك، لأن ذلك يضع النقاط على الحروف، ويوضح ما كان غامضاً، ومما هو معروف أن الوضوح يسهم في حل المشاكل أو التخفيف من وطأتها.
الغيرة قد تقتل العلاقة الزوجية

إن الغيرة بحالتها المتأججة، أي المبالغ فيها، قد تدمر العلاقة الزوجية. وهذا يتعلق بالحالة النفسية المتخمة للغيرة، وهو أمر خطير يجب الانتباه إليه.

  • المواجهة: إذا كانت المرأة حريصة على علاقتها الزوجية، فينبغي عليها تجنب الوصول إلى حالة المبالغة للغيرة، وتراجع نفسها كثيراً عندما تؤرقها حالة غير واقعية من الغيرة.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى