شرفات

فكرة سيناريو الفيلم القصير : الكاتب السوري .. حب . حرب . أمل !

فكرة سيناريو الفيلم القصير : الكاتب السوري .. حب . حرب . أمل !… كيف كان ينبغي علي أن أعبر عن تاريخ اتحاد الكتاب العرب في سورية في فيلم قصير مدته خمس أو ست دقائق ليعرض في حفل افتتاح اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب الذي انعقد في دمشق قبل أكثر من أسبوع ؟

سؤال يحتاج إلى إجابة واقعية، فهذا الفيلم يفترض أن يقدم الكاتب السوري في دوران عجلة الثقافة السورية خلال أكثر من خمسين عاما، وهذه الفترة الطويلة عبارة عن سجل ضخم من الوقائع التاريخية السياسية والثقافية والوطنية، كان آخرها الحرب الكبرى على سورية والثقافة السورية والسوريين .

بقيتُ ثلاثة أيام أبحثُ عن فكرة، إلى أن وجدت أن بالإمكان تقسيم تاريخ الكاتب السوري إلى ثلاثة أقسام الأول يتعلق بحيوية الثقافة السورية واندفاعاتها القوية والمتنورة التي حصلت إبان تأسيس الاتحاد ثم فيما بعد ظهور قامة الكاتب السوري البارزة محليا وعربيا وحتى عالمياً . ورأيت أن عنوان هذه المرحلة هو الحب .

والثاني هو الحرب، ويتعلق بالتهشيم الذي حصل لوطن كامل وبناه الاقتصادية والعسكرية والديمغرافية، ومن بينها البنى الثقافية والوجدان الثقافي والمثقف نفسه ، إلى الدرجة التي جعلتني عام 2015 أرجو من الدكتور الطيب تيزيني، وقد التقيته صدفة في الشارع مع آخرين، وأميركا تعد العدة لقصف دمشق (قبل اتفاق الكيماوي)، أن لا يهاجر لأن سورية بحاجة إلى صمود الثقافة والنور ، ولهذا حديث آخر.

والثالث يتعلق برغبة كلُ من التقيتهم في اتحاد الكتاب بالسعي لإعادة الألق للكاتب السوري ودوره الثقافي التنويري وتقديم المثقف الشاب الجديد المؤمن بوطنه وثقافته وانتمائه ، ورأيت أن عنوان هذه المرحلة هو الأمل.

رسمت على الورقة ثلاثة دوائر، وجعلت لكل دائرة اسم : حب ، حرب ، أمل !

ثم قمت ببناء تفاصيل السيناريو على هذه الأرضية مستندا إلى قناعة مفادها أن لاحاجة لخطاب مباشر من أي كاتب أو مسؤول، ولا حاجة لأن أكتب أي نص مسموع يؤثر في المتلقي، ناهيك عن رغبتي بعدم ترتيب أعباء على مالية الاتحاد، وعلى ذلك قمت بتنفيذ فكرة السيناريو على أساس رمزي بصري مع استخدام مؤثرات صوتية مناسبة .

  • في (حب) ، تفتحت وردة حمراء وظهرت صور قليلة لمؤسسي الاتحاد، ثم مقطع فيديو للشاعر الكبير نزار قباني عن دمشق ، ثم عرضتُ صور بعض القامات الثقافية الكبيرة من الجنسين للدلالة على حيوية تلك المرحلة، وختمتُ بعبارة المسرحي الكبير سعد الله ونوس عن الأمل .
  • في (حرب)، تذبل الوردة، وتظهر بشاعة الحرب وتدمير بنى الثقافة وذبح عالم الآثار خالد الأسعد واستشهاد بعض الكتاب، وختمت بمقطع قصير للشاعر نزيه أبو عفش عن الوحش القادم.
  • في (أمل)، يتفتح عشب أخضر، وتظهر لقطات لعودة النشاط الثقافي وإقحام جيل الشباب في أنشطة الاتحاد ومشروع تسويق الكتاب الناجح ونوهت إلى سياسة انفتاح يتبعها الاتحاد مع مثقفيه بالاتصال مع أدونيس وغادة السمان واتباع مشروع الاستثمار في الثقافة وخطة الاتحاد..

كان السيناريو بسيطاً غاية البساطة ولم يكلف الاتحاد بما يوازي  تكلفة طاولة أراكيل لثلاثة أشخاص في مطاعم حي أبي رمانة أو المزة، مقتنعا أن الابتعاد عن المباشرة والترويج الفج والخطابية هو أفضل السبل للدخول إلى مشاعر المشاهد في قاعة الاحتفال.

وأقول صراحة أنني فوجئت بحجم الإطراء الذي وجهه لي كثيرون ، وأشدد على كثيرين من الكتاب السوريين والعرب، وقد سمعت رأيين (أحترمهما) كانا ينتظران فيلماً وثائقياً أوسع.

هذه هي فكرة سيناريو الكاتب السوري .. حب .. حرب .. أمل !

 1 تم عرض الفيلم فعلا ونال إعجاب الكثيرين لبساطته ، وانتقده آخرون أحترم آراءهم.

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى