«تهمة» يوسف زيدان هل تقوده إلى المشنقة؟! (علي عطا)

علي عطا

أعرب رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي عن إنزعاج الإتحاد من توجيه تهمة «إزدراء الأديان السماوية» إلى أحد أعضائه، وهو يوسف زيدان الذي بدأت نيابة أمن الدولة العليا التحقيق معه أخيراً في شأن تلك التهمة وسواها بناء على تقرير تلقته من «مجمع البحوث الإسلامية» في مصر. إلى ذلك أكد زيدان في تصريح صحافي أنه لا يستطيع الآن توقع ما سينتهي إليه تحقيق نيابة أمن الدولة العليا معه، مشيراً إلى أنه غير مطمئن إلى الأمر عموماً في ضوء أن تقرير «مجمع البحوث الإسلامية» يطالب بتطبيق المادة 77 من قانون العقوبات عليه، وهي المادة نفسها التي استند إليها الحكم الصادر أخيراً بإعدام عدد من أقباط المهجر بتهمة إنتاج الفيلم المسيء إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، «وذلك معناه أنني قد أكون في طريقي إلى حبل المشنقة»، كما قال.
وأفاد سلماوي بأن الإتحاد قرر التضامن مع زيدان الذي طلب من نيابة أمن الدولة العليا إمهاله شهراً ليتسنى له الرد على الاتهامات الواردة في تقرير «مجمع البحوث الإسلامية» بشأن محتوى كتابه «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني».
وتساءل سلماوي عن سبب إثارة هذا الأمر بعد مرور نحو أربع سنوات على صدور الكتاب، مشيراً إلى أن اتهام زيدان بـ «إزدراء الأديان والترويج لأفكار متطرفة وإحداث فتنة بين أبناء المجتمع الواحد»، هو أمر «مضحك وغير مقبول».

المساس بالحريات
وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن قلقها بشأن التحقيق مع صاحب رواية «عزازيل»، وذكرت في بيان لها أن هذا التحقيق «قد يشكل خطراً ومساساً بالحق في حرية الفكر والرأي التي كفلها الدستور المصري، ومع حق كل إنسان في التعبير عن رأيه بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل النشر والتعبير». وطالبت السـلطات المـصرية بوضع التشريعات الملائمة لضمان وقف الملاحقات القضائية التي تستهدف الكتاب والمفكرين. وأعلن نادي القلم الإيطالي تضامنه مع زيدان، وقال في بيان له إن الإتهامات الموجهة إليه هي من قبيل «الهجوم على حرية الفكر في مصر».
وأشار البيان إلى أن يوسف زيدان (55 سنة) هو أستاذ جامعي، ومدير مركز المخطوطات والمتحف التابع لمكتبة الإسكندرية (سابقا)، وفاز عام 2009، بروايته «عزازيل» بجائزة البوكر العربية، ونالت ترجمة الرواية إلى الإنكليزية العام الماضي جائزة «أنوبي» التي يمنحها مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب، وتُرجمت إلى الإيطالية عبر دار «نيري بوتزا»، التي نشرت لزيدان أيضاً رواية «النبطي».
ولفت الى أن 11 منظمة حقوقية قبطية كانت اتهمت يوسف زيدان بإزدراء الدين المسيحي، في روايته «عزازيل» عقب صدورها قبل نحو خمس سنوات، لأنها تناقش بعض العقائد المسيحية مثل الثالوث والخلاص.

صحيفة الحياة اللندنية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى