السوريون يغنون بالأرامية : مهرجان غنائي أرامي في دار الأوبرا !

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

احتفلت دار الأوبرا بدمشق باللغة الآرامية بطريقتها الخاصة، وذلك عندما أطلقت مهرجانا جميلاً ضخماً باللغة الآرامية على مدار عدة أيام في أنشطة الربيع المعهودة التي تعدها وزارة الثقافة السورية.

وتميز المهرجان الآرامي بأجمل عروض غنائية شاركت فيها جوقات فنية للغناء الجماعية بقيادة المبدع حسام الدين بريمو. وفي حفلات دار الأوبر التي شهدت وقائع هذا المهرجان تجمع السوريون القادمون من قرى القلمون التاريخية التي لازلت تتحدث لغة السيد المسيح عليه السلام وهي معلولا وجبعدين ، فغصت بهم دار الأوبرا، واندمجوا سريعا بالغناء الجميل بهذه اللغة التي تعود لآلاف السنين من تاريخ سورية، وهي عملية لم تكن لتتم لو لم يجري الإعداد لها لعدة سنوات من قبل الشاعر الراحل جورج رزق الله، كما قال الفنان حسام الدين بريمو الذي أشرف على المهرجان .

وكان الفنان حسام الدين بريمو يشرح للجمهور بعض المحطات الغنائية قبل الشروع فيها إضافة إلى ترجمة على شاشة كبيرة لمفردات الغناء الآرامي باللغة العربية، ولم يتردد الفنان بريمو في الإشادة بإبداعات الشاعر جورج رزق الله التي أسست لهذا المهرجان الغنائي .

وجاء المهرجان على صيغة مشروع متكامل عملت عليه جوقات “لونا” للغناء الجماعي “ألوان ورد قوس قزح وشام” بالآرامية أغاني وقصائد ومواويل من نظم الشاعر الراحل رزق الله يرافقها ترجمة باللغة العربية موزعة على 140 دقيقة تقدم خلالها 22 قصيدة يؤديها مئة مغن ومغنية وعشرون عازفاً وعشرون راقصاً لأوركسترا “ندى” وفرقة “ياونا” للرقص ببرنامجين مختلفين.

وأشارت وكالة سانا السورية إلى إن المهرجان يهدف لاسترجاع إرث غنائي امتلكته سورية وأثر في الموسيقا الشرقية برمتها وإظهاره للعالم وليحفظ عبر التسجيلات الموسيقية كتحفة ضمن التراث اللامادي الذي تمتلكه سورية.

بدأ المشروع بتجميع الأغاني من الشاعر الراحل جورج رزق الله لينتقل إلى المرحلة الثانية من خلال مقارنة المفردات المتشابهة بين اللغتين العربية والآرامية لسهولة تحفيظها لجوقات “لونا” بمختلف الأعمار ومن ثم حفظ الكلمات والتركيب بين الجمل ما استدعى جهدا كبيرا لإطلاق المشروع.

وقد أشار (البروشور) الذي وزع في المهرجان إلى شخصية الشاعر السوري الكبير جورج رزق الله ودوره في مجال هذا التراث، وهو من أهالي وسكان معلولا (1937 ــ 2017) ، وجاء فيه إن الشاعر جورج رق الله ” قام بتأليف الأشعار والأغاني وردات العراضات والمناسبات الدينية والأهازيج الشعبية باللغة الآرامية ”

أما سيرة هذا الشاعر، فقد نشرها المركز الثقافي السرياني ، فقال إنه “كرّس حياته في خدمة لغة معلولا الآرامية والبحث فيها وتعليمها على مدى عقود عديدة. وكما هو معروف للجميع ان بلدة معلولا لها لهجة آرامية خاصة بها، وتشاركها في لهجتها بلدتي جبعدين وبخعا (سكانهما من الآراميين المسلمين.”

وذكر المركز أهم المحطات في حياة رزق الله، وهي :

  • ولد في بلدة معلولا عام 1935، درس الأدب في جماعة دمشق وحصل على شهادة جامعية باللغة الإنكليزية.
  • في عام 2000 أسس معهداً في معلولا لتعليم اللغة اﻵرامية وقام بالتدريس فيه، فاجتذب إليه الكثير من السواح، وتقاطر عليه الطلاب من سوريا ومن أوروبا يتعلمون على يديه لهجة معلولا.
  • عمل كمنسق في جامعة دمشق لوضع برامج ومناهج للغة الآرامية ولإعداد المعلمين.
  • ألّف كتاب المدخل لتعليم للغة اﻵرامية المعلولية.
  • ألّف قاموساً عربي آرامي إنكليزي.
  • ترجم صلوات أسبوع الآلام إلى آرامية معلولا.
  • ترجم العهد الجديد وبعض أسفار التوراة أيضا إلى لغته الآرامية.
  • له كتابات متعددة مثل سيرة القديسة تقلا، وهداية بولس الرسول باﻵرامية.
  • له تسجيلات كثيرة لأغاني وأهازيج بالآرامية. فمنذ عام 1965 كان قد بدأ بتأليف الأشعار والأغاني والأهازيج الشعبية بلهجته اﻵرامية (لهجة معلولا).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى