المخرج التلفزيوني عندما يكتب الشعر!

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة :

المخرج التلفزيوني علي العقباني يكشف عن موهبة شاعر يتقن أعماله ، والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجري للصورة الشعرية عندما يكتبها مخرج على تماس مع الصورة والإيقاع ، سؤال لم يسأل النقد ، وهو يقرأ أشعار العقباني ..

التفت النقاد إلى أشياء أخرى، لكن التفاتتهم كانت مثيرة للإهتمام ، والسؤال :

هل للكاتب ظلال غير ظلاله الضوئية ؟

إنها ظلال الشاعر علي العقباني ، ظلال من الشام ظلال حب و غياب ووفاء ظلال حرب و حنين و ألم .

في أجواء تسودها المحبة و الألفة أقام إتحاد كتاب العرب فرع دمشق ندوة أدبية و قراءة شهادات في الأعمال الشعرية للشاعر و المخرج السينمائي علي العقباني و هما ديواني” مري وحدك”  و ” ظلال”  و اللذين يحملان ميلاً إلى فضاء الوجدانيات و البوح الصادق و المؤلم كأنهما يعكسان تجربة الواقع المعاش و يحكيان عن خفايا النفس بلغة عاطفية ووجدانية و أدار الندوة الشاعر المذيع صفوان بيضون و شارك فيها أدباء و شعراء متميزون و من ضمن المشاركين:

الدكتور توفيق أحمد الذي  قرأ بعض من أبيات قصائدهما و رأى في قصيدة ظلال فيض من  الزخم الشعري و مليئة بالأفكار بلغة شفافة و قريبة من يوميات الناس،  و أشار إلى أن العقباني  يكتب قصائده بنسيج روحه و دمه وشلالات أنفاسه و حواسه و إمكانياته الفنية في صناعة القصيدة و أنه كان سعيدا و مستمتعا عند قراءة كل ديوان بتمعن و تفحص.

من جهتها الشاعرة سلام تركماني إختارت في دراستها ما عنونته من إرتدادات قصائد الشاعر الذي جعل المكان مرتكزا فنيا أساسيا في النص و ابتعد عن كونه مجرد نسبة رياضية ليأخذ القارئ إلى ما وراء المحسوس من المكان نحو ما هو ذاتي ذي إرتدادات نفسية و إجتماعية و حياتية ، و كان للشاعرة تساؤل أشبه بالعتب وقفت عنده و تساءلت لماذا لم يذكر العقباني الجولان و هو إبن مجدل شمس إلا في مكان واحد في قصيدته ” يا أبي ” و أنها لم تلمح أي أشارة لرحلاته إلى مدن عربية و غير عربية و  لماذا لم يذكر السويداء رغم إن لها مكانة خاصة في قلبه.

بدورها تحدثت الكاتبة و الروائية  آداب عبد الهادي عن ديوان ” ظلال ” و الذي يحتوي ثمانية ظلال بدأها في ظل الشام و أنهاها بظلها و كان عبارة عن صفحة فارغة لم يكتب فيه أي كلمة ، و بين ظل الشام و ظلها هناك ثمانية ظلال ( ظل الحب و ظل الحرب و ظل الغياب و الوفاء و الحنين و الألم ) و التي تحدث بها العقباني عن كل ألامه و أماله و أحلامه ..

و كانت المشاركة الأخيرة للدكتور راتب سكر الذي وصف هذا الشعر بأنه نتاج تجربة شخصية  و اقتبس من الناقد محمد مندور قوله : ( بأنه ثمة لبس في الموضوع فالشعر ليس نتاج تجربة شخصية هو نتاج للتجربة البشرية و ما الإنسان بتجربته الشخصية سوى تمثل جوهري لتجربته البشرية ). و أشار إلى أن المندور عندما استبدل التجربة الشخصية بالتجربة البشرية لم يلغي التجربة الشخصية و إنما جعلها قادرة على تمثل التجربة البشرية العامة ، و تساءل الدكتور سكر لماذا أختار الشاعر أن يكتب عنوان ديوانه ظلال  مترجما إلى سبع لغات من لغات العالم على الرغم أن لغات العالم أكثر من ذلك و فسر أن الشاعر ربما اختار ذكر سبع لغات لأنه سيجعل من الرقم سبعة مرتكز في رؤيته في الوجود بدليل أنه بعد كتابته للعنوان بسبع لغات جعل فصول الكتاب المكتوبة سبعة ظلال مكتوبة و الفصل الثامن بياض بسبع نقاط و إشارة تعجب و إستفهام.

الشاعر علي العقباني كاتب وصحفي ومخرج تلفزيوني وسينمائي سوري، من أعماله الفيلم الروائي القصير ”تساقط“ والفيلم الوثائقي الطويل ”الأيقونة السورية“ وله مجموعة من الدراسات النقدية في مجالي السينما والأدب و كان ديوان ” مري وحدك” باكورة أعماله الشعرية صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب  في 111 صفحة من القطع المتوسط، غلب عليها التشكيل الفني المنسجم مع العاطفة الإنسانية بشكل عام، ويشابه الواقع بأسلوب فني رقيق

أما ديوان ” ظلال ” مجموعته الشعرية الثانية  فصدرت عن دار كنانة للطباعة والنشر والتوزيع وجاءت المجموعة في 102 صفحة من القطع المتوسط..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى