رواية شوكة في الحلق| نقاش واسع حول سلفادور العربي المأزوم !

 

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

تحول نقاش ثقافي في اتحاد الكتاب العرب في سورية حول رواية الكاتب نصر محسن الجديدة (شوكة في الحلق) إلى حوار حول المثقف المهزوم في الحرب ، في وقت  أثارت وفاة المفكر السوري الدكتور الطيب تيزيني حوارا شبيها من خلال استعادة مواقف متناقضة منه .

وقد نشأ الحوار خلال ندوة موسعة شارك فيها نقادٌ وكتابٌ معروفون، من بينهم :

الدكتور عاطف بطرس والناقد عماد فياض والروائيون أيمن الحسن وحسام الدين خضور ورياض طبرة..

وإضافة إلى هؤلاء تحدث عدد كبير، عبر مداخلات ثانوية من النقاد والحضور..

وقد قدم الكاتب الروائي نصر محسن في بداية الحوار عرضا مكثفا لروايته التي تتحدث عن نموذج (فنان تشكيلي) يختفي الكاتب وراءه لعرض مأساة المثقف في المرحلة الراهنة، وهو ينأى عن دوره الحقيقي.

ورغم أن اسم بطل الرواية هو الفنان التشكيلي بشير عبد الله ، إلا أن اللقب الذي اختاره لنفسه (أي سلفادور العربي) استأثر بلغة الحوار النقدي التي دارت في قاعة فرع دمشق لاتحاد الكتاب ، وهو من الفروع النشطة التي كانت توقفت لأكثر من عام.

وكعادة الفنانين التشكيليين في بلادنا، فإن سلفادور العربي، وهو هنا يعيش في المنطقة الساحلية من سورية، يبيع لوحاته بأسعار منخفضة فيتحول الفن الذي ينتجه إلى وسيلة عيش في ظروف الحد الأدنى، ودون أن يتجه الحوار إلى هذه المسألة تمت محاسبة (سلفادور العربي) على غربته ومواقفه دون التطلع إلى حاله وظروفه ومعاناته، فإذا هو صامت ، عاجز، انطوائي .

ورغم شخصيات الرواية الكثيرة، فقد ذكرت شخصيات أخرى مثل ميساء فتاة بنت جبيل والعزيز الهارب من البادية هو وزوجته اتقاءً لظلم أحد المتنفذين وميمون صديق سيلفادور والأستاذ حميد عارف الأستاذ في كلية الفنون الجميلة .

تحدث في البداية الناقد عماد فياض، فبحث في دراسته عن الدلالات التي تركتها الرواية في لعبة السرد الناجحة، وعندما جاء دور البحث الثاني للدكتور عاطف بطرس وجد أن رواية “شوكة في الحلق” تتعرض لأزمة المثقف العربي وتطلعه للأفضل مبيناً أن أبطال هذه الرواية يحملون على عاتقهم هذه المهمة رغم أن الرواية من الناحية المعمارية تذهب لأن تكون رواية شخصية حيث الشخصيات الثانوية تكمل الشخصية الرئيسة وتعزز إيجابياتها أما الزمن فهو أقرب إلى الزمن التكتيكي الخطي المتقطع المنسجم مع الشخصيات المتصدعة من الداخل إضافة إلى اعتماد الروائي على الحوار الوصفي.

وفي المداخلتين الفرعيتين الأساسيتين ، واجه  الدكتور البطرس وعماد فياض آراء أخرى تنفي أن تكون الرواية ذهبت في اتجاه الأفق المسدود لدور المثقف العربي، فوجد فيها الكاتب الروائي رياض طبرة خطا رئيسيا يتعلق بالمقاومة باعتبار الطريق الوحيد للخروج من الأزمة مشيرا إلى ماعناه الكاتب عند الحديث عن الضاحية الجنوبية في بيروت وحرب تموز ، لكنه انتقد الطريقة التي عالج فيها الكاتب شخصية الأم في الرواية.

وانتبه الروائي حسام خضور إلى غياب الوصف المتعلقة بالمكان الروائي، رغم أهمية هذا العنصر في رواية نصر محسن، وأخذ على طريقة معالجة هذه الأمكنة باعتبارها جاءت في الرواية مجرد أمكنة لأخبار وقعت فيها .

ويعتبر الروائي نصر محسن واحدا من الكتاب الروائيين الذين تركوا أثرا كبيرا في السرد الروائي على مدار العقدين الأخيرين ، ومن رواياته الشهيرة “العفن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى