تحليلات سياسيةسلايد

قلقٌ عارِمٌ في إسرائيل

قال المُحلِّل العسكريّ الإسرائيليّ، نوعام أمير، في تحليلٍ نشره على موقع الصحيفة العبريّة اليمينيّة (مكور ريشون) إنّه في الحرب المقبلة لن يطلق الفلسطينيون على إسرائيل 4500 صاروخ خلال 11 يوماً، بل أكثر من ذلك بكثير، على حدّ تعبيره.

وفي محاولةٍ منه لاستشراف القادِم على الجبهة الإسرائيليّة الجنوبيّة أضاف: “أحاول في الأيام الأخيرة فهم ما الذي يجري في المؤسسة الأمنية وفي حكومة إسرائيل: وزير الأمن بيني غانتس يذهب في منتصف الليل إلى رام الله ويقدم لمحمود عبّاس قروضاً وهدايا، ويعزز العلاقة بالسلطة الفلسطينية ويرسخ استقرارها”.

وتابع قائلاً إنّه “في مستوطنات غلاف غزة تقوم إسرائيل باحتواء الإرهاب المتصاعد، وبعد أربع ليال من الحوادث على السياج الحدودي، بدلاً من حرمان غزة من التسهيلات تقرر زيادتها. وقد سمحت أمس بدخول بضائع كان دخولها إلى قطاع غزة ممنوعاً في الماضي، لأنّ “حماس” استخدمتها في بناء بنية تحتية عسكرية، كما سمحت لآلاف العمال الفلسطينيين بالدخول إلى إسرائيل، وعاد نطاق الصيد إلى 15 ميلاً كما كان عليه عشية عملية حارس الأسوار”، على حدّ تعبيره.

وتساءل بخُبثٍ: “ماذا يجري في المؤسسة الأمنية؟ وماذا يجري في المستوى السياسي الذي يوافق على مثل هذه القرارات؟ في تقديري، إسرائيل و”حماس” على طريق صفقة تبادل أسرى”.

وتابع قائلاً، اعتمادًا على محافله الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، إنّه “على ما يبدو اتخذت إسرائيل قرار العودة إلى التسوية الشاملة مع “حماس” والمضي خطوة إضافية كما طالبت “حماس” قبل بضعة أشهر. ما تريده إسرائيل قبل كل شيء هو هدوء بعيد الأمد. وهذا لا يمكن أن يحدث إلاّ بعد صفقة تبادل للأسرى والمفقودين”، كما قال. الأصوات في القدس اختلفت مؤخراً، وثمة إدراك أنه إذا كان القرار هو السعي للهدوء فيجب دفع ثمنه بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

لكن، استدرك المُحلِّل لافتًا إلى أنّ “هذا الهدوء له تداعيان: الأول، تقديم هدية إلى “حماس” على شكل إعادة إعمار إنسانية وتسهيلات كبيرة للقطاع؛ والثاني، إتاحة الفرصة للتنظيمات المسلحة الفلسطينية بزيادة قوتها العسكرية، الأمر الذي سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى مواجهة مقبلة”.

وشدّدّ المُحلِّل على أنّه “ما من أحد في الجيش الإسرائيلي، وفي الشاباك، والموساد، ومجلس الأمن القومي، والحكومة الإسرائيلية، لا يعرف أنّ هذا بالضبط ما سيجري. وعلى الرغم من ذلك، إنّ المقاربة كما يبدو هي أنّ الخضوع لعدد من مطالب “حماس” هو السبيل إلى الهدوء في غزة والاستقرار الإقليمي والتهدئة السياسية”، طبقًا لأقواله.

ماذا يعني هذا كله؟ تساءل وأجاب:”قبل كلّ شيءٍ إذا جرى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ففي إمكان “حماس” تقديم ذلك كانتصار كبير لها. ووراء السياج الحدودي كانوا يقولون دائمًا إنّ المقاومة هي التي ستؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى. بالإضافة إلى ذلك، وما هو أهم من كل شيء مع التسهيلات التي ستحصل عليها غزة، في الحرب المقبلة لن يطلق الفلسطينيون على إسرائيل 4500 صاروخ خلال 11 يوماً، بل أكثر من ذلك بكثير”، على حدّ قوله.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى