تحليلات سياسيةسلايد

قلقٌ عارِم بالكيان من المُسيّرات الانتحاريّة الإيرانيّة و”حلف الأشرار” مع روسيا…

لا تُخفي إسرائيل هواجسها من القوّة العسكريّة المُتنامية لإيران، وعلى نحوٍ خاصٍّ المُسيّرات الانتحاريّة، التي حصل (حزب الله) كميّاتٍ منها، كما أنّ دولة الاحتلال تُعبّر في مناسبةٍ أوْ دونها عن قلقها العارِم ممّا تُسّميه بـ “حلف الأشرار” بين الجمهوريّة الإسلاميّة والاتحاد الروسيّ.

وفي هذا السياق، أكّدت محافل أمنيّة إسرائيليّة وُصِفَتْ بأنّها واسعة الاطلاع أنّ إيران تملك ما يُقارِب أربعين ألف مسيّرةٍ انتحاريّةٍ، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ قسمًا لا يُستهان به من هذه الطائرات دون طيّارٍ قد تمّ نقلها لحزب الله اللبنانيّ، مُوضحةً أنّه في حال اندلاع حربٍ مع المنظمّة اللبنانيّة ستلجأ الأخيرة لاستخدام هذه المُسيرات لضرب العمق الإسرائيليّ، لذا لم يكُنْ مفاجئًا البتة أنْ تتناول القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ الخطط المستقبليّة لسلاح الجوّ الإسرائيليّ، والذي قد يعتمد بشكلٍ متزايدٍ على الطائرات المسيرة، لما لها من دور مؤثر  في الأنشطة العملياتية لجيش الاحتلال، بحسب ما نقلته عن كبار الضُبّاط في جيش الاحتلال، الذين تحدّثوا عن التحديات التي تُواجِه رئيس هيئة الأركان العامّة الجديد، الجنرال هرتسي هليفي.

وشدّدّ التلفزيون العبريّ في تقريره على أنّ “الطائرات دون طيّار تقوم بمهام جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والهجوم، وتغلق دوائر النار، وفي الآونة الأخيرة تمّ الإعلان عن القدرات الهجومية لهذه الطائرات، واستخدامها للقضاء على العناصر المسلحة المطلوبة، في ضوء حيازتها على عددٍ من المزايا، أهمها الدقة، وما تتطلبه من قوة بشرية أقل، كما يصعب كشفها، وهي أقل عبئًا من الطائرات المأهولة“، وفق المصادر في تل أبيب.

المصادر عينها مضت قائلةً للتلفزيون العبريّ إنّ “80 بالمائة من مجموع ساعات الطيران في سلاح الجو للطائرات دون طيّار، وفي حرب غزة الأخيرة آب (أغسطس) 2022 نفذت 120 طلعة جوية، بـ2500 ساعة طيران، وتنفيذ 60 هجومًا، ومن المتوقع أنْ يزداد الاتجاه فقط في غضون سنواتٍ قليلةٍ“.

كما أوضحت المصادر أيضًا أنّ “ثلث طائرات سلاح الجو في المستقبل ستكون من المسيرات التي تشارك في كلّ نشاطٍ، لتحديد موقع شخصٍ، أوْ قاذفةٍ واحدةٍ، وتحييدها دون التسبب في الإضرار بالبيئة المحيطة، وتتميّز بقدرات المسح، وجمع المعلومات الاستخبارية، وتنفيذ عمليات عدوانية بكمية كبيرة من المتفجرات“.

ومن الجدير ذكره، أنّ الطائرات المسيرة دخلت تشكيلات سلاح الجو الإسرائيليّ منذ 14 عامًا، وجزء مهم من تشغيلها هو مرافقة القوات الميدانيّة، وهذه مهمة تحدث دائمًا على أساسٍ مستمرٍ، خاصّةً في الضفّة الغربيّة وقطاع غزة.

ولفتت المصادر إلى أنّ “هذه المسيّرات تُراقِب العمليات الخاصّة بقوات الاحتلال الجوية والبرية، وتسمح بتحديد الأهداف بسرعة، ومهاجمتها أسرع، وهناك المئات منها تعمل في كلّ ساحةٍ، وتساعد القوات البرية في غزة ولبنان، فضلاً عن كونها كانت جزءًا من سلسلة من هجمات الجيش الإسرائيليّ في الأشهر الأخيرة ضد قوافل أسلحة على الحدود السوريّة العراقيّة“، طبقًا للتلفزيون العبريّ.

وأشار التلفزيون العبريّ إلى أنّ الأوساط العسكريّة الإسرائيليّة تعتقد بأنّ الاستخدام المتزايد للمسيّرات قد يؤثر على صورة القوات الجويّة في السنوات القادمة، الأمر الذي سيُقلل عدد الطيّارين المدرّبين كلّ عام، وتزيد من الحاجة لمشغليها، بحيث قد تصبح ساحة المعركة بلا طيّار، وروبوتات على الأرض فقط، وسفن غير مأهولة في البحر، وبالطبع في الجوّ على ارتفاعٍ منخفضٍ أوْ مرتفعٍ، دون أنْ يضمن ذلك قدرة من الاحتلال على تحقيق أمنه المفقود، لأنّ القوى المعادية له تزيد من ابتكاراتها المضادة، في محاولة للتصدي لمسيّراته .

في السياق عينه، قال رون بن يشاي، مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (واينت) الإخباريّ-العبريّ إنّ “تواجد المسيرات الإيرانيّة في سماء أوكرانيا تُثير القلق الشديد في الأوساط الأمنيّة الإسرائيليّة”، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ “المسيّرات الانتحاريّة من طراز (شاهد 136) فعالّة جدًا وخطيرةً للغاية، وعلى وجه خاصٍّ إذا قاموا بتشغيلها ضدّ أهدافٍ مدنيّةٍ دون حراسةٍ”، على حدّ تعبيره.

وشدّدّ المُحلِّل، نقلاً عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب، على أنّ الحديث يدور عن مسيّراتٍ صغيرةٍ وخفيفةٍ، ولكنّها محملّةً بالبنزين وبعشرات الكيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار، والقادر على إلحاق الأضرار المُدمّرة بشكلٍ خاصٍّ، مُشيرًا ف ذات الوقت إلى أنّه بمقدور هذه المُسيّرات الوصول لأهدافٍ تبعد عن منصة الإطلاق أكثر من ألف كيلومتر، وأنّه يتّم تغيير مسارها عن طريق منظومة الــ “جي. بي. إس” (GPS)، على حدّ قوله.

واختتم الخبير العسكريّ الإسرائيليّ تقريره بالقول إنّ التحذيرات التي كان أطلقها في السابِق صُنّاع القرار في الكيان حول العلاقة بين روسيا وإيران تبيّن اليوم أنّها كانت صحيحة، وأنّ المساعدة الإيرانيّة للروس في أوكرانيا تؤكِّد أنّ طهران انضمّت إلى “محور الشرّ”، على حدّ وصفه.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى