تحليلات سياسيةسلايد

قمة مرتقبة لرؤساء دول جوار السودان تبحث إخماد النزاع المسلح

تستعد مصر لاستضافة قمة من المقرر أن تجمع رؤساء دول الجوار السوداني في أحدث تحرك يهدف لبحث سبل إخماد نيران الصراع المسلح في الخرطوم بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وفق ما أعلن الخميس المستشار الأمني والسياسي لرئيس دولة جنوب السودان.

ويأتي هذا التطور في خضم حراك دبلوماسي من أكثر من لاعب دولي في المنطقة تتقدمهم السعودية التي تستضيف محادثات غير مباشرة بين ممثلين عن طرفي الصراع ضمن مبادرة مشتركة مع الولايات المتحدة.

وقال توت قلواك المستشار الأمني والسياسي لسلفا كير ميارديت، إن رؤساء دول جوار السودان سيعقدون قمة في القاهرة لبحث الأزمة السودانية دون أن يحدد موعدا لذلك.

وقال في مقابلة مع قناة ‘القاهرة الإخبارية’ الخاصة المقربة من الحكومة المصرية إن القمة المقررة “ستحضرها دول جنوب السودان وتشاد وهي دول الجوار الجاهزة لمثل هذا الحوار والمتأثرة بهذه الأزمة في المقام الأول فلابد من وجود سلام في أقرب فرصة ممكنة”.

وتابع “كل دولة من دول الجوار لها خطتها وأفكارها في ما يخص السودان… إننا سنعقد قمة لرؤساء دول جوار السودان في مصر لحل الأزمة السودانية”، مضيفا “لابد من وجود جلسة قريبة بين الرؤساء لوضع خطة مشتركة، لتخرج بتوصيات محددة وستكون في مصر”.

ولم يحدد قلواك موعدا لعقد تلك القمة غير أنه بحث الثلاثاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، سبل تثبيت الهدنة في الخرطوم وسلمه رسالة من نظيره الجنوب سوداني بشأن الأمر ذاته.

ومصر من دول الجوار السوداني التي تدفق إليها منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل/نيسان، آلاف النازحين الفارين من الحرب، بينما يعتبر السودان فضاء حيويا لأمنها القومي.

وكان الرئيس المصري قد أوفد هذا الأسبوع وزير خارجيته سامح شكري إلى تشاد وجنوب السودان وسلم الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ونظيره الجنوب سوداني رسالتين من السيسي بشأن التطورات السودانية.

وتقود السعودية ومصر ودول الجوار السوداني، أدوار وساطة للتهدئة وسط ارتفاع عدد الضحايا ومعاناة السودانيين من “أوضاع إنسانية صعبة”، لكن إلى حدّ الآن لا نتائج تذكر لتلك الوساطات مع استمرار المواجهات المسلحة بين طرفي القتال.

وقال قلواك “جئنا إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي برسالة من رئيس جنوب السودان لبحث الملف السوداني، لإحلال السلام والتقدم هناك”، مضيفا “القتال الدائر حاليا بين الطرفين في السودان يجب أن يتوقف”.

وترتبط مصر بحدود مع السودان من الشمال بينما تحده ليبيا من الشمال الغربي وتشاد من الغرب وأفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي وجنوب السودان من الجنوب وإثيوبيا من الجنوب الشرقي وأريتريا من الشرق.

ويضع موقع السودان الجغرافي دول المنطقة في ارتباط مباشر مع أي أزمة أو اضطراب أمنية يشهده، بينما تسود مخاوف جدية من اتساع النزاع المسلح إلى الجوار الإقليمي خاصة مع وجود اضطرابات أمنية بعدد من تلك الدول وبحكم الارتباط القبلي والعرقي.

وحثت الأمم المتحدة اليوم الخميس الدول التي لها نفوذ في أفريقيا على المساعدة في إنهاء الصراع في السودان بعد ورود أنباء عن إحراز تقدم في محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع لإعلان هدنة.

وهزت الاشتباكات منطقة الحلفايا، أحد مداخل العاصمة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إذ سمع السكان طائرات حربية تحلق فوق الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين وإن بدا القتال أهدأ مما كان عليه أمس الأربعاء.

ولم يظهر أي من الطرفين علنا استعداده لتقديم تنازلات لإنهاء الصراع الذي اندلع فجأة الشهر الماضي ويهدد بانزلاق السودان إلى حرب أهلية. وحصد القتال أرواح المئات وتسبب في أزمة إنسانية.

وحث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في جنيف “جميع الدول التي لها نفوذ في المنطقة على العمل لحل هذه الأزمة بكل الوسائل الممكنة”.

ونُقل عن القائد بالجيش السوداني الفريق ياسر العطا الخميس قوله إن المحادثات يجب أن تهدف إلى إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم ودمج مقاتليها في الجيش النظامي ومحاكمة قادتها.

وقالت قوات الدعم السريع أمس الأربعاء إنها سيطرت على 95 بالمئة من مدن العاصمة واتهمت الجيش بمواصلة “ارتكاب العديد من الفظائع بحق المدنيين”.

وتمثل المحادثات في مدينة جدة السعودية أكثر الجهود جدية حتى الآن لوقف القتال. وقال وسطاء أميركيون أمس الأربعاء إنهم “يشعرون بتفاؤل حذر”.

وانتُهكت اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار مرارا ليواجه المدنيون الذين لا حول لهم ولا قوة ظروفا مرعبة طغت عليها الفوضى وعمليات القصف مع انقطاع الكهرباء والمياه ونقص الطعام وانهيار النظام الصحي.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 600 شخص قُتلوا في السودان وأُصيب أكثر من خمسة آلاف جراء القتال. وأفادت وزارة الصحة بأن 450 على الأقل لقوا حتفهم في منطقة دارفور الغربية.

وفر كثيرون من الخرطوم ودارفور وتسبب القتال في نزوح 700 ألف داخل البلاد ولجوء 150 ألفا إلى الدول المجاورة، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.

وتركز محادثات جدة على إعلان وقف لإطلاق النار والحصول على ضمانات لتأمين وصول المساعدات الإنسانية في بلد كان 16 مليونا من سكانه يعتمدون بالفعل على المساعدات قبل نشوب القتال.

قال كاميرون هدسون الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن إنه قد يكون هناك ضغط كاف على الطرفين المتحاربين لإبرام اتفاق لكن تنفيذه أمر آخر، مضيفا “هما محاصران في هذه المعركة حتى النهاية وسيوقعان على قطعة ورق وستحتفل واشنطن بنصر كبير، لكنني لا أعتقد أنه سيغير آليات الصراع”.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى