قوة أميركية في كركوك للتنسيق بين الجيش و«البيشمركة»

كثفت قوات أميركية انتشارها أمس في كركوك المتنازع عليها، في نطاق خطة لإحياء إدارة أمنية مشتركة للمدينة التي دخلتها القوات العراقية منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ونقل شهود عيان من أهالي المدينة أمس، أن قافلة تابعة للجيش الأميركي تحمل مئات من الجنود وأسلحة متوسطة ومعدات دخلت كركوك من محافظة أربيل.

وبالتزامن، أنزلت طائرات نقل أميركية كبيرة جنوداً في قاعدة «كي-1» التي ستكون مركزاً للقوات الأميركية، بعدما كانت تلك القوات انسحبت منها في 13 الشهر الماضي قبيل دخول قوات عراقية مصحوبة بفصائل «الحشد الشعبي». وأعلن عضو البرلمان العراقي عن «الاتحاد الوطني الكردستاني» محمد عثمان، أن القوة الأميركية التي وصلت كركوك غرضها حماية أمن المحافظة.

وأضاف أن «قوة أميركية كبيرة يبلغ قوامها أكثر من 40 سيارة همر تمركزت في كركوك ليلاً»، مضيفاً أن «إرسال قوات التحالف عبر البر والجو إلى المحافظة لا يزال مستمراً».
وزاد: «يوجد أكثر من 9 آلاف جندي أميركي في العراق، يتم تحريكهم وفق الحاجة». وأكد أن «استقدام هذه القوة إلى كركوك يهدف إلى الحفاظ على أمن المحافظة». وأكدت مصادر عسكرية حكومية لـ «الحياة» ، أن تحرك القوات الأميركية كان بالتنسيق مع القوات العراقية، وأن هدف التحرك هو تأسيس غرفة عمليات مشتركة تضم، إضافة إلى الجيش الأميركي، قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية.

ويعكس هذا التطور قلقاً أميركياً يتنامى في الآونة الأخيرة من عدم قدرة القوات العراقية والكردية على تطبيع العلاقة في ما بينهما في كركوك، في ضوء اعتراضات كردية مستمرة على إقصاء دورها في حماية أهالي المدينة الذين تؤكد الحكومة الكردية هجرة عشرات الآلاف منهم من كركوك وقضاء طوزخرماتو إلى إقليم كردستان.

وقرر مجلس محافظة كركوك ، اختيار رئيس موقت له هو أكبر أعضائه سناً، في نطاق محاولة تطبيع الوضع السياسي المضطرب في المدينة منذ إقالة محافظها نجم الدين كريم، إثر دعمه الاستفتاء الذي نفذه إقليم كردستان على الانفصال عن العراق في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي.
ويبذل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم منذ أيام جهوداً لحلحلة العلاقة المتأزمة بين بغداد وأربيل، وبدء مفاوضات بين الجانبين. والتقى معصوم رئيس الإقليم المتنحي مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نجيرفان بارزاني.
وأعرب معصوم خلال تلك اللقاءات عن «الثقة بحرص حكومتي أربيل وبغداد على حل الخلافات قريباً عبر حوار شامل وبناء يضمن النجاح في إحلال التفاهم والتعاون وطيّ صفحة الخلافات، بما يدعم تعزيز الاستقرار ووحدة الصف وتطبيق الدستور».

وذكرت مصادر مطلعة أن محادثات معصوم ناقشت رفع الحظر الذي فرضته بغداد على مطارَي أربيل والسليمانية، إضافة إلى حل قضية انتشار القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها والمعابر الحدودية.
وجدّد بارزاني ضمن سلسلة اجتماعات يعقدها مع مسؤولين وأعضاء ونواب عن الحزب، دعوته الحكومة الاتحادية إلى «التخلي عن سياسة فرض شروط تعجيزية للتفاوض، والتعامل بانتقائية في تنفيذ بنود الدستور»، وأضاف: «نحن مستعدون للحوار وقدّمنا ما علينا، وعلى الطرف الآخر أن يتخلى عن شروطه التعجيزية».

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى