إصدار جديد من أعمال سمو الأمير الحسن بن طلال لمنتدى الفكري العربي

 

"الفكر العربيّ وسيرورة النهضة"


عمّان- صدر ضمن منشورات منتدى الفكر العربي كتاب جديد لسمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المنتدى وراعيه، بعنوان "الفكر العربي وسيرورة النهضة"، ضم محاضرات وكلمات وأوراق مختارة، تتناول موضوعاتها إشكاليات النهضة العربية، وهي في أحد جوانبها محور الفصل الأول "الفكر العربي من التكيّف إلى الاستشراف"، الذي يرى فيه سموه أن هذه الإشكاليات "من خلال منظور الفكر العربي مشروطة، معرفيًا وتاريخيًا، بمتعلقات ميراثنا الثقافي، ومرتبطة بشبكة علاقات المجتمع العربي بذاته، وإطاره الإسلامي الأوسع، ومجاله الإنساني الأشمل، ونوعية هذه العلاقات وما ترتب عليها عبر التاريخ من تفاعلات، وما شابها من تناقضات، وموقعنا الحاضر في إحداثيات العالم المعاصر، وموقفنا مما يدور فيه، واستجابتنا لتأثيرات الثورات التقنية، وإسهامنا فيها، وحصيلتنا منها، ومدى استفادتنا من كل عطاءات الحضارة الإنسانية".
وفي الفصل الثاني بعنوان "الفكر العربي بين الثابت والمتحول"، يؤكد سموه أن الشرط الأساسي للنهوض هو "أن نتعامل مع الواقع كما هو: محددين الإشكالات الحقيقية المنبثقة من هذا الواقع الراهن، وعاملين على معالجتها بالأساليب والمقاربات التي يفرضها الواقع نفسه. فالمعرفة المنقولة أو المستورَدة – التي تنشىء الوعي المنقول أو المستورَد – لا يمكن أن تحرر الفكر أو أن تطلق قوى الخلق والإبداع في الفرد أو في المجتمع، بل تعمل في أعمق المستويات على تعزيز علاقات التبعية الثقافية والفكرية والاجتماعية".
وفي الفصل الثالث "في اللغة والفكر" يشير سموّه إلى أن ازدهار اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين يعتمد على تقدم العلوم والتقانة في الدول العربية، ويدعو إلى العمل بجهود كبيرة على المستوى اللغوي لكي يزداد استعمال اللغة العربية بشكل علمي وجدّي في شبكات المعلومات العالمية، في سبيل أن تصبح اللغة العربية وسيلة لنقل المعلومات بالتقنيات المتطورة ولغة مُنتِجة للعلم.
وتشتمل ملاحق الكتاب على مذكرة لسمو الأمير الحسن كان قدمها إلى اجتماع الهيئة العمومية لمنتدى الفكر العربي في الدوحة (26/1/2007) بعنوان "منتدى الفكر العربي: ماذا بعد سنته الفضية؟"، وفيها يدعو إلى وقفة من حيث الجوهر والمضمون بعد مرور ربع قرن على تأسيس المنتدى، لإعادة النظر في مقوّمات الفكر العربي المعاصر، الذي ظل طموح المنتدى أن يبقى جزءًا فاعلاً منه. وفي المذكرة الثانية لسموّه التي قُدمت في المناسبة نفسها المشار إليها وحملت عنوان "نحو استراتيجية مستقبلية لمنتدى الفكر العربي" يتحدث سموّه عن التحولات والتغيرات العالمية والإقليمية خلال العقود الأخيرة، ويقترح ضمن محاور متنوعة تجديد دور الفكر ومؤسساته، بما فيها المنتدى، من خلال شبكة عربية متفاعلة تتقاسم الأدوار وتتكامل في مهماتها، وتتبادل المعلومات، من أجل تشكيل تيار فكري عربي متقدم، مبدع وخلاق، وبعيد عن القولبة الجامدة والمواقف المسبقة، متطلعًا إلى المستقبل بثقة وأمل، رغم المصاعب والمشقات.
ويقول د. الصادق الفقيه في تقديمه لهذا الكتاب: إن هذه الفصول والوثائق المختارة من أعمال سمو الأمير الحسن، التي تحمل ثمرات من فكر سموه ورؤيته وبصيرته، عن تطوير رسالة المنتدى بالربط بين الفكر والمواطَنة أو المجتمع المدني، تمثل خلاصة المعالم الرئيسية التي يعبِّر المنتدى من خلالها بأنشطته منذ أكثر من 32 عامًا عن الرؤية الشمولية لتعزيز التحقّق الإبداعي للفكر العربي المعاصر إزاء تحديات النهضة المنشودة، رغم الواقع المثقل بالإخفاقات، مما يلزمنا بضرورات التكيف نحو إنتاج النهضة الجديدة، لكن دون انقطاع عن المكون التاريخي لهذه النهضة أو مقاطعته.
يذكر أن المنتدى قدَّم هذا الإصدار إلى القراء عامة والمثقفين والمعنيين بالشؤون الفكرية، ولا سيما الأجيال العربية الشابة، ويوزَّع الإصدار مع العدد الجديد من مجلة "المنتدى" الفكرية الثقافية رقم 256.

منتدى الفكر العربي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى