الفلسطيني طه محمد علي شاعر «الفراشات الملوَّنة»

تزامناً مع ذكرى مرور ست سنوات على رحيل الشاعر الفلسطيني طه محمد علي (1931-2011)، يصدر كتاب «صبي الفراشات الملوَّنة» (سلسلة إبداع عربي- الهيئة المصرية العامة للكتاب)، وهو يضمّ مختارات من شعر طه محمد علي؛ اختارها وقدَّمها الشاعر المصري محمود خيرالله.
في المقدمة، يشير خيرالله إلى أنّ طه محمد علي «سيظلّ أحد أهم الأصوات الشعرية العربية، على رغم تجاهله في ظل وجود نجوم لامعة في سماء الشعر الفلسطيني، في مقدمهم محمود درويش». ويضيف: «لا لوم على النقاد، إن استبعدوا وجود قائمة طويلة من شعراء فلسطين، تحت وطأة الاعتياد الأكاديمي، وحيث تدفن غفلةُ الضمير الثقافي العربي بعض أجمل القصائد في الشعر الفلسطيني تجاهلاً واستبعاداً، من دون أن نعرف أبداً لحساب مَن يتم حرمان الذائقة الشعرية من كل هذا الشعر العربي الجميل».

ويشار إلى أن قصائد طه محمد علي حظيت باهتمامٍ دولي بعد رحيله، وهو بدأ كتابة الشعر عندما بلغ الأربعين مِن عمره، وأصدر ديوانه الأول وهو على مشارف الخمسين، لكنه حين مات كان اسمه على اللائحة العالمية لأهم مئة شاعر في القرن العشرين، كما يؤكد خيرالله. بين 1983 و2006، أصدر طه محمد علي خمسة دواوين هي: «القصيدة الرابعة وعشر قصائد أخرى»، «ضحكٌ على ذقون القتلة»، «حريقٌ في مقبرة الدير»، «إله، خليفة وصبي فراشات ملونة»، و «ليس إلا»؛ وأصدر مجموعة قصصية بعنوان «سيمفونية الولد الحافي مايكون» في عام 2003، وفي عام 2009 صدرت له سيرة ذاتية باللغة الإنكليزية بعنوان «فرحي لا علاقة له بالفرح»، وأصدرت دار «راية» للنشر في عام 2011 أعماله الكاملة.

ويقول محمود خيرالله في تقديمه المختارات: «منذ السطر الأول في أشعار طه محمد علي، سوف تدرك أن قصيدة النثر المثيرة للدهشة التي كتبها، استطاعت أن تقف برهافتها وعذوبتها في مواجهة الآلة الدعائية الجبارة، والتنميطية للقصيدة الفلسطينية المتعددة».
ومن جو المختارات: «حين كنتُ طليقاً/ كان خوفي/ يلتف حول عنقي/ كأفعى/ وأنتِ كنتِ نبعَ الحزن/ أما الآن/ فخبزُ خوفي نفدَ/ ونبيذُ حزني يتدفق/ من كل الينابيع/ حين كنتُ سجيناً/ كان الليل ثقيلاً/ كالرصاص/ والسكون صلداً/ كالرحى/ رصاصٌ يضغط الرحى/ ورحى تطحنُ الرصاصَ/ لا الرصـــاص يذوب ولا الرحى تتفتت/ أما الآن/ فأي ساقٍ/ مزجَ الليلَ بالسكون/ مِن دون أن يقتل صمتاً/ مِن دون أن يغتال وحدةً؟».

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى