“روايات عابرة للنقد” بعيدا عن مدَّاحين القمر

صدر للكاتب والروائي الأردني صبحي فحماوي كتاب نقدي جديد بعنوان “روايات عـابـرة للـنقد” عن دار جليس الزمان، وفيه قراءات نقدية لعدد من الروائيين نذكر منها: الناقد الذي نريد “وهي مقدمة الناقد فحماوي، و”تداخل الأجناس في رواية كائنات محتملة للروائي المغربي العربي محمد عز الدين التازي، وقراءة في رواية أحمد فضل شبلول بعنوان؛ “رئيس التحرير وملاحظات كثيرة”. وجمالية القبح في رواية “متاهة الغربان” للروائي القاص السكندري أحمد حميدة، ورواية “العربة الرمادية” للروائية الفلسطينية المصرية بشرى أبو شرار بعنوان “الزمن يُعتِّق كل شيء”، وقراءة في رواية إبراهيم الفقيه “أحلام يوسف” بعنوان “أحلام يوسف تذروها الرياح”، وقراءة بعنوان “لعنة ميت رهينة” رواية مدهشة للدكتورة سهير المصادفة تصور حياة في قرية  مصرية اسمها “ميت رهينة”. وقراءة بعنوان “يحيى يخلف يرسم خطا “راكب الريح”. و”السخرية في رواية الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” لـ أميل حبيبي.

وقراءة في رواية “الفتوحات الباريسية” للأديب المصري الكبير ماهر البطوطي. والفن الروائي لـ ديفد لودج. وقراءة بعنوان “المجتمع الذكوري أنثوي في رواية “العاشقات” لألفريدة يلينيك”! و”أميركا والأميركي في الرواية العربية” انطباعات في كتاب أ. د. نجم كاظم. وثورة “إبراهيم هنانو” قراءة في رواية “أرض البطولات” للعربي السوري عبدالرحمن الباشا. “(أخناتون) رواية مختلفة لأجاثا كريستي”. و”معالم الحرب الأهلية في رواية “يالو” لإلياس خوري. وقراءة في كتاب محمد العامري “شجرة الليف” بعنوان “فنان تشكيلي أردني يرسم حيوات وادي الأردن بالكلمات”.

بالإضافة إلى قراءة في “رواية فتاة في حالة حرب” للكرواتية  سارة نوفيتش. وقراءة في رواية احسان عبد القدوس بعنوان “في بيتنا رجل ينعي زبيدة ثروت” و”مُهر الصياح” لأمير تاج السر رواية غاية في الغرابة والإدهاش”! وأخيراً قراءة تتساءل: هل “دونكيخوتة” رواية عربية أندلسية؟

ويعتبر هذا الكتاب، الكتاب النقدي الأول لصبحي فحماوي، الذي ابتدأه بمقدمة بعنوان: “النقد الذي نريد” فيقول: “صار النقد الأدبي في العقود الأخيرة يهتم بالنظريات النقدية أكثر من اهتمامه بشكل ومضمون الرواية، إذ يقف الناقد عارضاً عضلاته النقدية، ومتمرجحاً بالنظريات الغربية التي لا تخدم سوى الفكر الرأسمالي الغربي، الذي يروج لبضاعته.

ومن المؤسف أن بعض النقاد، لا ينقدون سوى كتب عمالقة الكُتّاب، فتجدهم (مداحين القمر) إذ يعيدون ويزيدون نقداً وتمحيصاً وتنقيصاً لمحمود درويش ونجيب محفوظ وشكسبير، بينما هؤلاء العمالقة لا يحتاجون هذا النقد، والأحوج لها هم الكتاب المبدعون الجدد. والسبب في اعتقادي أن مثل هؤلاء النقاد إنما يريدون أن يضعوا أكتافهم إلى جوار أكتاف المبدعين العمالقة، فيكونون عمالقة مثلهم. القضية إذن هي قضية نفسية قيمية إشهارية للنفس قبل الآخر.

ويقول فحماوي: “قلت لأحدهم إن سر شهرة الأديب التاريخي الكبير غسان كنفاني إضافة لكونه كاتباً متميز الإبداع، وناشطاً ملتزماً بقضايا الوطن، ناهيك عن طريقة استشهاده وهو شاب صغير على يدي عصابة جولدا مائير، هو أنه اكتشف لنا أهم كُتّاب الأرض المحتلة، فقدم لنا محمود درويش وسميح القاسم، وأميل حبيبي، وتوفيق زياد، وتوفيق فياض وآخرين، ممن لم نكن نعرفهم، لأنهم كانوا قبل انهيار 1967 داخل أسوار الاحتلال لفلسطين. هذا النقد والتقديم لشخصيات جديدة، هو الذي ميّز غسان كنفاني عن غيره من الكتاب.

ويضيف فحماوي في مقدمة كتابه: “ومما قاله لي روائي عربي أصدر حتى الآن أكثر من عشر روايات أعتقد أنها جيدة، إنه طلب من ناقد أدبي – كان يعمل صحفياً، يعرفه منذ صغره – أن ينقد له روايته الخامسة التي صدرت يومها حديثاً، فقال له الناقد الألمعي: “أنا أعرفك منذ صغرك، كنت على باب الله، وستبقى على باب الله، وأنصحك أن لا تضيع وقتك في جهد لا فائدة ترجى منه”.

المشكلة كانت أن الصحفي المعروف يومها لم يكن يستطيع كتابة رواية مرموقة تضاهي عمله الصحفي المرموق، فكانت عنده غيرة من تفوق زميله عليه، الذي كان مغموراً في مرحلة المدرسة.

وبهذا يكون صبحي فحماوي قد صدر له وعنه ثلاثة وثلاثون كتاباً بين الرواية والقصة والمسرحية والقراءات النقدية.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى