نوافذ

كورونيات 3

كورونيات 3

ـ 1 ـ

قد لا تكون الحكاية بمفرداتها الفاجعة صحيحة. ولكن تداولها يدل على احتمال حدوثها.

في شريط فيديو… طبيب إسباني يبكي لأنه مضطر لتفضيل الشاب المصاب بكورونا على الكهل ابن 65 سنة وما فوق.

والتفضيل هنا يعني: إعطاء المنفسة لشاب وانتزاعها من كهل ليموت في نوبة اختناق عسيرة ، أو يعطونه إبرة مع لمسة يد مودعة من ممرضة.

اعتقد ان تكلفة رشاش واحد تكفي لصناعة عشر أجهزة تنفس .

ـ 2 ـ

ما يزال الرئيس ترامب يعاند في تلبية الطلبات، حتى من الأمريكيين، بإيقاف الحصار والعقوبات على إيران وسورية وفنزويلا. لكي تتمكن هذه الدول من الصمود في وجه الوباء.

لا يستطيع أحد أن يفهم: كيف يمكن السماح بقتل 80 مليون إيراني بحرمانهم من أسلحة معركة وباء؟ ليس هناك تفسير سياسي واقتصادي فقط… بل هناك وباء ثقافي امريكي هو فكرة تصفية الخصم . فكرة العقوبة بالمسدس بيد كاوبوي تجاه مكسيكي في فيلم. ثقافة الإبادة الجماعية التي تفتح باب شهيتها في زمن تحريك الذاكرة باتجاه الدم.

أحد رؤساء أمريكا في القرن التاسع عشر…كانت هذه الجملة برنامجه الانتخابي : “إذا أراد الأمريكيون البقاء فعليهم ابادة الزنوج.”

ـ 3 ـ

ينضم الفرنسيون إلى حفلة إيقاظ ثقافتهم العنصرية. فتجربة أدوية على البشر السود في أفريقيا أفضل من استخدام الفئران لمثل هذه التجربة المطلوبة بأسرع وقت.

وحجة أحد الأطباء الفرنسيين أن الأفارقة لا يفعلون أي شيء للوقاية من الكورونا. وهم مصابون، وحقل حيوي للتجارب.

ـ 4 ـ

كان ينقص حفلة الحجر الصحي ومنع التجول… رقصة زلزال أو هزة خصر أرضية. كما حدث يوم الجمعة الفائت.

ولأن وزارة الصحة السورية مسؤولة حصرياً عن السؤال الدوائي، وليس الوجودي…. فقد احتار السوريون ماذا يفعلون في كارثتين متناقضتين في السلوك، موحدتين بالنتيجة.

الكورونا يحظرالخروج من البيت. ولكن الزلزال يفرض الخروج من البيت.

سنحتاج إلى المنجم في التلفزيون السوري للإجابة.

ـ 5 ـ

علم النفس، في حالتنا، ينصح بعدم إدمان الأخبار في زمن الكوارث. لأن المناعة نوع من الحصون التي لا ينبغي اختراقها بسيرة المقبرة المفتوحة !

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى