بين قوسينكتاب الموقع

لماذا يا شيخي..؟؟؟

لماذا يا شيخي الشيخ معاذ الخطيب ، وهو الرجل القادم من حواري الشام العتيقة .. والخارج من معتقلات القمع والاستبداد ، والمتكلم من نبض الشارع ، والمستصرخ من أوجاعه وألامه .. منذ أن رآه الشعب جالسا على كرسي رئاسة الائتلاف في مؤتمر المعارضة في الدوحة .. !! بغض النظر عن الفجاجة في بروز الدور القطري كراع رسمي وحاضن للائتلاف السوري ، والذي يلغي عن شخوصه أي صفة باستقلال القرار السياسي .. وإعلاء مصلحة سوريا فوق أي مصلحة دولية خارجية .. !!
أعاد  جلوس الخطيب على هذا الكرسي، بعض الأمل لشعب بدأ يفقد آماله بمعارضة امتهنت بيع الوهم .. وتسويق الوعود وتسويف الحل .. حتى وصل الشعب لمرحلة إحباط من وجود حل حقيقي يخفف معاناته ويحقق أهداف ثورته بالكرامة والحرية.. ويحرره من نير القمع والاستبداد الذي عاشه لسنوات وسنوات .. خاصة أن الخطيب يتمتع بمصداقية وانسانية وشعبية جيدةبالداخل.
لكن، وكالعادة منذ سنتين، امتهنت المعارضة الحرق والتخوين مع كل من يختلف عنها بالرأي .. ولا يتبع سياستها  الممنهجة لارضاء مموليها وأجنداتهم، بغض النظر عن انعكاسات هذه السياسة على سير العملية الديمقراطية ونتائجها على الشعب ،
واحترام إرادته وحقوقه في التشارك بإبداء الرأي، والمشاركة في حق تقرير المصير.
ومنذ أن أطلق الشيخ معاذ مبادرة التفاوض مع النظام ، ودعوته لإطلاق سراح المعتقلين .. حتى تعالت أصوات التخوين من المعارضة قبل أن تعلو من الموالاة ، وبدأت صرخات الاستنكار بحجة المتاجرة بدماء الشعب تعلو على مبادرة الخطيب ..
أضف إليها محاولات تشويه سمعته باتهامه أنه عميل للنظام.
وكالعادة عملت هذه الأصوات على إفشال المبادرة بإلصاقها أنها مبادرة شخصية للخطيب والائتلاف غير معني بها .. وكأن جل ما يفعله الائتلاف هو مساندة النظام بإفشال أي مبادرة حل سياسي .. وكأنه شريك في تأزيم الحل وتعقيده ، بطلب
السلاح وفقط السلاح الذي يزيد في معاناة الشعب وموته ، بدل السعي الجاد والحقيقي لإيجاد حل سياسي، ينهي المعاناة ويحقق الهدف بدولة العدالة والحرية .. ليبقى الفساد سيد الموقف .. والهدف كما بدا يتوضح ، إطالة أمد الأزمة لمصلحة من يبني ثرواته ،على حساب الشعب ودمه ولقمة عيشه .. !!
قد أختلف مع الخطيب ببعض التصريحات .. والتي لا أقبل بتبريرها لأن الكلمة هنا ثمنها دم ودمار .. مهما كانت الضغوط الممارسة عليه كبيرة ومنها اعتبار جبهة النصرة فصيلاً سورياً من فصائل الجيش الحر، وبالتالي منحها الشرعية القتالية
والفكرية، والتي  لا تتناسب  برأيي مع فكر الشعب السوري وأهداف ثورته بالديمقراطية والحرية والكرامة .. وهو العارف تماماً أن فكر القاعدة هو فكر تكفيري تخريبي وشرعنته في سوريا هو خطر على مستقبل الدولة السورية القادمة.
ولكن بالتأكيد فان استقالته واعترافه بأخطاء الائتلاف التي حاول إصلاحها من الداخل ولم يفلح ، وبأن تبعية الائتلاف تعيق القرار الوطني داخله، خطوة أحترمها … وأرفض من جهة أخرى أن يقوم البعض من نجوم الائتلاف باتهامه (بوهن عزيمة
الأمة في زمن الثورة ) كونه غلب إنسانيته وسوريته على مصالحه الشخصية ، ورفض الانصياع لصقور العسكرة والتسليح والتمويل الحربي .. واكتفى بالمطالبة بحل سياسي يرضي الشعب ويوقف قتله وموته ودمار الوطن.
وعليه فالتخوين ورفض الحلول السياسية ورمي الاتهامات والعمالة، واعتبار كل من يطالب بحلول سياسية سلمية تحمي البقية الباقية من الوطن ( واهن لعزيمة الأمة في زمن الثورة ) … هو وجه أخر للنظام .. الذي ما لبث يتهم معارضيه باضعاف
الشعور القومي ، والعمل على زرع الوهن في عزيمة الأمة .. وهو ما يعيق أي حل سياسي، وأي أمل بتوحيد الرؤيا لإيجاد مخرج آمن للوطن .. ويزيد الحقد والشرخ والانقسام بين المعارضة ، مما يجعلها عاجزة عن تقديم بديل أخلاقي وسياسي
ووطني.
وعليه فإن الحل يبدأ من القبول بالآخر والاستماع إليه واحترام رأيه مهما كان .. فهو يمثل شريحة من الشعب أولاً .. ولم تتلوث أفكاره بالدم ثانياً. كما يجب عدم الانصياع لأجندات غير سورية نقية .. ومحاولة الاستقلال بالقرار السياسي .. والاعتراف أن الحل ومهما طال هذا الصراع هو حل سياسي تفاوضي في النهاية.
فلنقلها علناً .. دون خجل أو خوف من التخوين .. لأننا فعلا نريد وقف القتل والدمار .. ونريد وقتاً لنبني هذا البلد.

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى