افتتاحية الموقع

لماذا يتركون أردوغان يعتدي على سوريا والعراق ؟؟!!

من لا يقرأ ما بين سطور الخبث السياسي فوجئ بالغارات التركية على شمال سوريا والعراق، ‏والآن يتحسب لتهديد أردوغان باستكمال القصف الجوي بعملية برية. والكثيرون يتساءلون أين روسيا وأمريكا مما يفعله أردوغان ؟؟ولماذا يسكتون على ما يقوم به من قصف لشمال سوريا والعراق ولما يحضره من عملية برية؟؟؟ فما حقيقة العملية الجوية التركية المستمرة؟؟؟ وما معنى استكمالها برياً من ناحية مستقبل المنطقة جيوسياسياً؟؟؟

‏روسيا قالت أنها تتفهم هواجس تركيا الأمنية، وبخجل طالبتها بعدم استخدام (القوة المفرطة) لأن هذا الأمر يزيد التوتر ويضعف محاربة الإرهاب. بينما أمريكا  قدرت قلق تركيا الأمني، و بكلام بلا معنى طالبتها بالإنتباه لعدم التأثير على إنجاز الهدف الأساسي وهو هزيمة داعش. والبنتاغون رفع السقف ليقول أن الغارات ربما تهدد حياة الجنود الأمريكيين في سوريا. ‏باختصار، من الواضح أن روسيا وأمريكا يتركون اردوغان يفعل ما يريد. موافقة أميركا و روسيا (ضمنياً) على العملية التركية الجوية حتى الآن وربما البرية في الوقت المناسب لتركيا، فهل هذا الترك الروسي الأمريكي يشكل موافقة على ما تقوم به تركيا؟؟ و هل العملية التركية الجارية هي إحدى نتائج اجتماع رئيسي المخابرات الروسية والأمريكية في اسطنبول الأسبوع الماضي؟؟ وهل هذا الاجتماع المخابراتي الذي كان أحد أطرافه رئيس المخابرات المركزية الأمريكية وليم برنز، وهو المعروف بممارسة وفلسفه دبلوماسية (القناة الخلفية)، هل هذا الاجتماع (قناة خلفية أمريكية روسية ) وضعت الخطوط الحمر لاستعمال و استخدام السلاح النووي في أوكرانيا من جهة ؟؟؟ و تطرقت إلى التسوية في المنطقة من جهة أخرى ؟؟؟ وهل العملية الجوية وربما البرية التركية تحضير وتهيئة للميدان باتجاه التسوية انطلاقا من سوريا والعراق ؟؟؟ وهل هناك توجه لكسر العقبة الكردية  كي يكون طريق التسويه ‏سالكاً؟؟؟

‏ما يرجى هو أن العملية التركية ما هي إلا تهيئة للتسوية بالنار هو ما تقوم به إيران من قصف لإقليم كردستان العراق بنفس الهدف التركي كسر العقبة الكردية. وهكذا يجتمع لدينا سكوت وموافقة روسيا وأمريكا عن العملية التركية، وهو بلا شك امتد إلى عمليات إيران الجوية والمدفعية ضد الأكراد في شمال العراق. أي أننا أمام تواطؤ موضوعي تشي به الوقائع ما بين روسيا وأمريكا وإيران حول التدخل الفعلي في شمال سوريا والعراق بما يهيئ للتسوية ويزيل من طريقها أهم عقبه وهي الكيان الكردي الانفصالي في شمال سوريا.

‏ولكن هل يجوز للقوى الإقليميه والدولية أن تتصرف عسكرياً واستراتيجياً سواء بالنيران الجوية أو البرية بحجة محاربة الإرهاب، وبهدف التهيئة لتسوية إقليمية تنطلق من سوريا ؟؟؟هل يمكن لتسوية عادلة أن تقوم بواسطة العدوان على سيادة دولتين عضوين في الأمم المتحدة سوريا والعراق؟؟

‏يبدو أن معظم الفاعلين في المنطقة، وخاصة أمريكا وروسيا وتركيا وإيران أثناء سعيهم لأي تسوية أو ترتيب جيوسياسي للمنطقة، لا يهتمون كثيراً بسيادة واستقلال الدول حتى لو ظلوا يدعون ذلك ليلاً نهاراً ويزعمون حرصهم على سيادة هذه الدول و استقلالها. والخوف أن نكون أمام تسوية لا تحقق سيادتنا وحقوقنا الكاملة . والخوف الأكبر أن تكون هذه التسوية تكملة و خدمة لأهداف  الحرب الإرهابية التي دمرت و أحرقت الكثير من العمران و أساسيات الحياة في سورية. وتقوم الآن بحصار شعبنا وتخنقه اقتصادياً. إنها مخاوف حقيقية مهما جرى تنميق البيانات حول ما يقوم به أردوغان من عدوان!!!!

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى