علاقات اجتماعية

لماذا يشعر الرجال بـ الرهبة من الزواج؟

الرهبة من الزواج تجمع بين الرجال حول العالم، بغض النظر عن جنسياتهم وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية.الرهبة من الزواج تعرف بأنها مشاعر الخوف والفزغ، أو بأنها موقف انفعالي يتصف بعدم الرضا ويحمل فكرة تتوقع نتائج سيئة. مشاعر قوية تجاه فكرة هي جزء أساسي من غالبية المجتمعات. فما هي الأسباب التي تجعل الرجل يختبر كل هذه المشاعر السلبية تجاه حدث من المفترض أنه إيجابي؟

الأسباب التي تجعل الرجل يشعر بالرهبة من الزواج؟

«سمعة» الزواج سيئة

غالبية الذين أقدموا على الزواج جعلوا مهمتهم الوحيدة هي محاولة إقناع الأصدقاء الذين لم يتزوجوا بعد بعدم الإقدام على هذه الخطوة. ولعلك شخصياً سمعت عشرات القصص عن زيجة هذا الصديق أو الشقيق أو الشقيقة التعيسة، وهناك طبعاً نسب الطلاق الجنونية عالمياً وعربياً.

 الزواج بات يملك سمعة سيئة وبأنه مصدر التعاسة أو بأنه سينتهي بشكل سلبي للغاية فحتى المشاهير الذين من المفترض أن يقدموا لنا صورة جميلة عن الزواج ما ينفكون يقدمون لنا القصص عن تجارب سيئة. فإن كان المشاهير الذين يملكون كل شيء من مال وراحة بال وغيرها من الأمور لا يمكنهم الاستمتاع بالزواج، فكيف يمكن «لعامة الشعب» المثقلة بالهموم أن تقوم بذلك.

فالخلل، منطقياً، في مبدأ الزواج نفسه لا في الأشخاص، أو على الأقل هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن التوصل إليه.والإعلام يلعب دوره الكبير في تعزيز الصورة السيئة للزواج، فهو مادة أساسية للكوميديا، كما أن قصص الزيجات أو الخيانات الصادمة ما تنفك تنشر وبكثافة. وهكذا تتعزز القناعة، فكل شيء يشير باتجاه واحد.. الزواج فكرة سيئة للغاية.

صراع القوة.. ماذا لو؟

من الأنا والأنت إلى النحن. انتقال مرعب يتضمن الكثير من السيناريوهات التي تتمحور حول نقطة أساسية، والتي تتمثل بوضعه كرجل في المنزل.

صراع القوة يرتبط بعدة أمور تبدأ من تلك الأكثر سخافة وصولاً إلى تلك الأساسية والهامة. البداية ستكون بمحاولة العثور على موطئ قدم، تمكن الرجل من محاولة اكتشاف مكانه في تلك البيئة الجديدة. فكل شيء سينقلب رأساً على عقب والانتقال من مرحلة لأخرى ليس بالأمر السهل على أحد.

 المشاركة في كل شيء وبشكل عادل ومتساوٍ من الأمور التي يصعب على الرجل القيام بها. في المقابل هناك نقطة أخرى أساسية وهامة أحياناً يتم إغفالها، وهي أن تقييم المواقف والأمور يختلف باختلاف الصفة. مثلاً الأعزب وحين يجد نفسه يطلب من صديقه المتزوج اللقاء به في المكان الفلاني، أو يخطط لجلسة معه في توقيت معين سيحصل على إجابة مباشرة أو غير مباشرة تتمحور حول ضرورة العودة إلى الزوجة أولاً.

 بالنسبة للأعزب ما يقوم به صديقه المتزوج هو «تبعية» وانعدام للشخصية و«قلة رجولة». ولكن من وجهة نظر المتزوج فالأمر مختلف، فهو «استشارة» منطقية لاعتبارات عديدة. الأعزب يرى الأمر كسجن والزوجة كالسجان، ولكن الأمر في الواقع هو لياقة زوجية تقتضي بإبلاغ الآخر والحصول على رضاه لا أكثر.

الخلل هنا هو أن الأعزب يقارب الزواج من وضعه الحالي، فهو يملك الحرية كاملة بحد أدنى من المسؤوليات وبالتالي فهو سيعتبر أن حرية صديقه مسلوبة وبأنه بات تابعاً لا قائداً. ومن هنا يقرر أنه لا يريد ذلك السجن لنفسه.

الزواج مكلف.. والطلاق أكثر تكلفة

حين يريد الرجل العربي أو الغربي أو أي رجل في أي بقعة من العالم الزواج، فهو سيجد نفسه أمام أعباء مادية ضخمة. فمن اللحظة التي يرتبط فيها رسمياً بالمرأة سيجد نفسه أمام لائحة طويلة من الالتزامات المادية.

تكلفة الزواج لا تنخفض مع مرور الأيام والسنوات بل تتضاعف، خصوصاً مع الإنجاب، وهذا يعني أنه سيمضي حياته، وهو يفكر بأمر واحد فقط.. ضرورة توفير المال لعائلته.في المقابل لا أحد يدخل الزواج وهو يملك خطة خروج. فسيناريو الطلاق أبعد ما يكون عن التفكير. وعليه طلاق فوضوي ومكلف نفسياً ومادياً.

اللاعلاقية

البداية تكون علاقة تجمع بينه وبينها، لاحقاً يتم إدخال الأولاد إلى الصورة.. وعليه فإن الرجل يصبح في المرتبة الثانية أو الثالثة أو حتى في أسفل لائحة أولويات المرأة.

الرجل يحتاج للشعور بأهميته وقيمته سواء كان ذلك من خلال عمله أو إعالة عائلته أو حتى في أمور بسيطة كالشعور بأنه مرغوب به في العلاقة. ولكن وبعد الزواج ما يحدث هو أن الرجل يتحول إلى شيء آخر مختلف كلياً، وظيفته هي توفير المال، إصلاح ما يتم تخريبه في المنزل، اصطحاب الأولاد إلى المدرسة وما إلى ذلك.

هناك خرافة تتعلق بالزواج وهي أن المرأة تعطي والرجل يأخذ، ولكن الواقع هو أن الرجل يعطي أيضاً وهكذا، بينما يطالب الرجل بتقدير ما تقدمه المرأة لا يتم مطالبة المرأة بتقدير ما يقدمه الرجل، وعليه يتم التعامل معه، وكأن ما يقوم به هو «واجبه» لا أكثر.

وعندما يشعر الرجل باللاعلاقية، أي بأنه غير هام ولا يتم تقديره فهو سيبحث عن هذا التقدير في مكان آخر. وليس بالضرورة أن يكون ذلك المكان امرأة أخرى فقد يكون العمل، أو الأصدقاء وقد يكون امرأة أخرى.الأعزب يرى هذه الأمور وهي ترعبه، فهو لا يريد أن يتحول إلى ذلك الشخص.

موقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى