تحليلات سياسية

مؤتمر بروكسيل عن سورية : ما حقيقة إنفتاح ( بوريل) على أفكار جديدة للحل ؟؟

 

من تابع مجريات مؤتمر المانحين الذي عقد في بروكسيل قبل أيام حول مستقبل سورية ، و شارك به حوالي خمسين دولة ، و كان للغرب حضوراً قوياً فيه ، لا بد أن المتابع لهذا المؤتمر لاحظ أن معظم ما قيل فيه ما هو إلا ترداداً للمواقف الغربية تجاه سورية . وحده، مفوض السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوربي ، جوزيف بوريل، حيث حمل خطابه أمراُ يلفت النظر ويستحق التوقف عنده ،وهو التساؤل عن مدى تعبيره عن موقف غربي مدروس . ام أنه طرح لا يعبر إلا عن بوريل شخصياً؟ أو عن الإتحاد الأوربي فقط دون أميركا ؟ ام هو تنسيق أوربي أميركي ؟

بعدما ردد بوريل في خطابه أمام مؤتمر بروكسيل الفلكلور الغربي في ربط التعاون مع الحكومة السورية في إعادة الإعماربالإنخراط الجدي بـ ( الحل السياسي ) مع التذكير بأن الغرب يؤيد جهود المبعوث الأممي للوصول إلى الحل عبر القرار 2254 . . مع قيام بوريل بهذه العادة الغربية المتكررة يطرح طرحاً قد يكون جديداً. حيث يقول بالحرف ( لقد مضى وقت طويل على هذا الصراع، ويجب أن نكون منفتحين على الأفكار الجديدة لمنع عقود أخرى من اليأس والتبعية ) … والسؤال هو ماذا يقصد بوريل بـ ( ضروروة الإنفتاح على الأفكار الجديدة )؟؟؟ هل هي دعوة إلى ضرورة التفكير بصيغ أخرى للحل السياسي، بعد ما أثبتت التجارب والوقائع والمواقف فشل صيغة القرار 2254 في تحقيق هذا الحل ؟؟ أم هي تحفيز لكل الأطراف للتعامل مع القرار 2254 بصيغ تفكير تفعل سياقات مستمدة منه وقادرة على إحترام الوقائع والحقائق المستجدة في السنين الأخيرة بحيث يؤدي كل ذلك إلى إنجاز الحل السياسي الذي ينهي المأساة السورية ؟؟ وهل مبادرة ( خطوة مقابل خطوة) التي جرى الحديث عنها بعد المؤتمر هي جزء من هذه الأفكار الجديدة ؟؟ أم أن بوريل يدعو في طرحه الغرب و الشرق والأطراف السورية  إلى ضرورة عدم الإنحباس في القرار 2254 بصيغته الحرفية، بل الإنطلاق والإنفتاح على الأفكار الجديدة ؟؟

ربما يكون لدى الإتحاد الأوربي الذي يمثله بوريل ( أفكاراً جديدة ) للحل . وربما ما قاله دعوة لاجتراح مثل هذه الأفكار، خاصة وأنه ربط هذا الإنفتاح بأنه السبيل الذي يمنع وقوع سورية في عقود أخرى من اليأس والتبعية .. فهل سنرى مثل هذه الأفكار ( غير مبادرة خطوة مقابل خطوة )  التي تحاول إخراج سورية من حالة السكونية التي تراوح فيها الأزمة، وتزيد معاناة السوريين مع إستمرار العقوبات أحادية الجانب . . . و بغض النظر عن بوريل ، فإن الحكومة السورية تحتاج بالفعل إلى ( الإنفتاح على أفكار جديدة للحل ) بشكل يحترم الوقائع والحقائق المستجدة في السنوات الأخيرة، و لا بد أن لدى الحكومة السورية أفكاراً جديدة للخروج من هذا الإستغراق في الأزمة، أو أنها تسعى لاجتراح مثل هذه الأفكار الجديدة لفتح مسار فعال للحل والخروج من الأزمة، وإنهاء معاناة السوريين المتزايدة .

طرح بوريل، إن كان بحق سعياً لاجتراح أفكار جديدة للحل فهذا يمكن أن يلاقيه السوريون بأفكارهم. خاصة وأنهم هم أصحاب القضية والمصلحة. أما إن كانت الأفكار الجديدة التي يقصدها بوريل ما هي إلا إستغراقاً و تعنتاً بالتفسير الغربي الأميركي للقرار 2254 على أنه وصفة لتغيير الحكم في سورية ، فهذه ليست أفكاراً جديدة . . بل هي إجهاض للحل في سورية. و هذا تكريس للجمود الذي يزيد من معاناة السوريين كل لحظة ..

الأفكار الجديدية يجب أن تحترم حقائق الواقع المستجدة والتي تحترم سيادة ووحدة سورية شعباً وأرضاً ومؤسسات. وأهم ما يجب أن يميز الأفكار الجديدة أن تكون قابلة للتنفيذ و التحقيق و يقبلها السوريون لحل يخلصهم من معاناتهم .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى