متلازمة ” لكن”

 

انه شخص محترم ..ولكن غليظ!

انها جميلة .. لكنها متطلبة!

انه ناجح .. لكنه متسلق

انها شخصية محببة .. لكنها لجوجة !

إنه ..إنها … لكن…

لا يخلو حديث عن اَي كان دون ذكر الـ (لكن ) !!

التنقيب عن سيئة والتذكير بها … البحث عن شيء سلبي والتحدث به!

مهما يكن الشخص مميزا وناجحا وجيدا… يجب إرفاق االـ ( لكن ) دون أدنى مبرر سوى إثبات ان الكمال لله ومهما علت مرتبة الشخص وشأنه ومحبة الناس وتقديرهم  تبقى الـ ( لكن ) موجودة ومتواطئة مع الحديث لتثبت دوما ان لا احد كامل ، وأننا نحن أيضا جيدون ومهما اعتقدتم بأن شخصا ما جيد فهو ليس بالجودة التي تتخيلون!

صحيح جدا أن الكمال لله وحده، وأن لا احد كامل ، وكل شخص فيه الكثير من الحسنات ، و بالتأكيد عنده ما يكفي من السيئات، ولكن لماذا الإضاءة دوما على السيئات في خضم الحديث عن الإيجابي عن شخص ما ..

ترى هل هي رغبتنا الدفينة بأن نقنع أنفسنا أننا أفضل .. عندما نسخف ونقيم ونضيء على السلبيات عند الآخرين ؟!

سؤال للتأمل…

أضف اليه : المطعم الفلاني جميل جدا واكله طيب .. لكن كراسيه غير مريحة!

كانت حفلة رائعة .. لكن صوت الموسيقى كان عاليا قليلا!

الرحلة جميلة .. لكن الطقس كان حارا ..

العزيمة مرتبة وكريمة … لكن بعض الأطعمة لم تكن ساخنة كفاية

لكن .. لكن .. لكن…

لماذا ننسى كل شيء جميل ونذكر الـ ( كن)

تزعجني كثيرا هذه الـ ( لكن ) وتسبب لي تشنجا !!!

فقد تكون ضرورية ومفيدة عندما تكون بهدف النقد البناء،  والتطوير ، ولكنها تصبح صفة مزعجة تنشر السلبية والتململ عندما تصبح ثقافة حديث .. وطريقة تعبير مترافقة مع اَي حديث أو حدث .

متلازمة الـ ( لكن )

مصطلح جديد احببت إضافته الى مجموعة المتلازمات التي تعاني منها المجتمعات بشكل عام كونها فكرة بسيطة ولكن أذيتها كبيرة

وعلاجها بسيط :

أن نحاول رؤية الإيجابيات .. ونكتفي بذكرها  ..، ونركز على الجيد في كل شخص وكل شيء حولنا،  ونتغاضى عن السلبيات طالما أننا لسنا بصدد التقييم وان نكتفي بذكر الـ (لكن ) في حالة رغبتنا بتحسين الحالة !! وتطوير الشخصيات ..

اَي باختصار ان نحاول أن نكون إيجابيين … متفائلين ..وذلك لهدف بسيط  وهو ان تصبح حياتنا اسهل وأجمل … وابسط ، ونكون سعيدين.

لكن لو نستطيع أن نمحي الـ ( لكن) !!!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى