شرفات

مشاكل الجلوس في الصف الأول !

انتبهت إلى مسألة الجلوس في الصف الأول ، وأنا أصل متأخراً على حجز مقعدٍ لي وآخر لزوجتي في عرض خاص لفيلم سينمائي قبل سنوات، فقد جلسنا في الصف الأول قبل دقيقتين من حفل إطلاق العرض ، وشعرت أن كل شيء يبدو واضحاً من هذا المكان.

وما أن بدأت الكلمات، وخرج الممثلون من مقاعدهم للوقوف أمامنا، حتى وجدت نفسي أبحث عن الجميلات والنجمات ووجدت زوجتي تحدق بموديلات الفساتين التي يرتدينها ، ثم وبعد أن  انتهت الكلمات وعاد الجميع إلى مقاعدهم وبدأ عرض الفيلم شعرت أن الأرض تدور بي، وراحت زوجتي تهمس بأذني بأنها أصيبت بالدوار والدوخة نتيجة لقطات الفيلم ودوران الكاميرا، فقلت لها إن علينا أن نغادر القاعة أو أن نحتمل ونبقى!

وبالفعل قررنا  البقاء واحتمال العوارض التي تنشأ نتيجة الجلوس في الصف الأول، وساعدنا على ذلك وقائع الفيلم الذي كان جميلاً ومدهشاً وتمكن من تخفيف وطأة ماحصل معي ومع زوجتي .

تلك كانت المرة الأولى التي أتعاطف فيها مع (السادة المسؤولين)، أو أولئك الذين تُكتب أسماؤهم على المقاعد المخصصة لهم في الصفوف الأولى في المهرجانات والحفلات والعروض الخاصة، فمن المفترض أن يكون هؤلاء مدللين بهذه (الاستفقادة) في مقاعد جلوسهم، فإذا بالمكان لايصلح للرؤية ويسبب الدوار وأشياء أخرى سأحكي عنها.

ولأني كاتب وخيالي خصب، رحت أشعر بأحاسيس السادة المسؤولين، التي تنشأ عن تبعات الجلوس في الصفوف الأولى، ورصدتها فإذا بها كثيرة، وكرت السبحة في أفكاري، فإذا هم يقفون دقيقة صمت ويستمعون إلى النشيد وقوفا أمام عدسة الكاميرات، وإذا تعطلت آلة التسجيل عليهم أن يرددوا النشيد بأفواههم ونصفهم لايحفظه ، وهذا يعني أنهم سيواجهون فضيحة وطنية بعدم حفظ النشيد الوطني.

كذلك ، فإن تسليط أضواء الكاميرات على العيون يمكن أن تسبب نوبة من (الشقيقة) أي الصداع النصفي، فيشوش الضوء عمل العينين ثم تبدأ نوبة الصداع،  وإذا نعس أحد هؤلاء المسؤولين لا يستطيع أخذ غفوة خلال الاحتفالات لأن الكاميرات بالمرصاد ..

ومن المعروف أن المصورين سرقوا عشرات اللقطات لمسؤولين وهم ينامون أثناء نقاش قضايا مصيرية، وخاصة  في اجتماعات الجامعة العربية ومؤتمرات القمة التي يفترض أن تواجه أخطر قضايا الأمة !!

ومن مساوئ الجلوس في الصف الأول، أن المسؤول المصاب بالبروستات لايستطيع الذهاب للتخفيف من عوارض الضغط البولي، وخاصة عندما تطول مدة الاحتفال الذي يشارك فيها، أما أولئك الذين يجلسون في المقاعد الخلفية فيمكنهم الذهاب والحركة دون أن ينتبه إليهم أحد .

وهناك نقطة تتعلق بكشف الكذب، فكثير ممن يجلسون في الصف الأول يتذرعون أمام زوجاتهم بأنهم مدعوون لحضور مهرجانات ولقاءات رسمية وغير ذلك ، فيما هم يهربون إلى عوالمهم، فزوجاتهم قادرة على كشف كذبهم بمراقبة البث المباشر..

نصيحة لاتُجلسوهم في الصف الأول، اتركوهم بين الناس ، فيرتاحون ويسمعون مايحكي الناس عنهم بعفوية وعلى حبتها يعني !

ملاحظة : نشر هذا المقال قبل نحو عشر سنوات

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى