سيمون أسمر: صانع النجوم وأيقونة الزمن الجميل

 

إنطفأت الأسطورة، بعد أفول تدريجي أسبابه متعددة، بعضها شخصي، وبعضها يعود إلى تبدل القواعد في المشهد التلفزيوني. لكن سيمون أسمر (1943 – 2019) بقي «دائم الحضور»، حتّى في انسحابه، كما قال مرّة لصحافيّة تسأله عن «عودته» عبر «ديو المشاهير» بعد غياب طال.

 ذلك أن الارث الذي تركه يسكن الذاكرة الجماعيّة، والمواهب التي أطلقها، ما زالت تتصدّر المشهد الفنّي في العالم العربي. يكفي أن نذكر ماجدة الرومي ومنى مرعشلي وراغب علامة ووليد توفيق، بين عشرات المغنين والشعراء والموزعين والملحنين والمقدّمين وفناني الاداء. كما نذكر عدداً لا يحصى من المبادرات والبرامج والشركات التي ترك بصماته عليها.

إنّه الأب الحقيقي لبرامج اكتشاف المواهب، في المدينة العربية الوحيدة التي كانت تتسع لهذه المغامرة، من خلال «أستوديو الفن» على شاشة «تلفزيون لبنان» العام 1972. كان ذلك قبل أن يتعرّض الفضاء العربي لغزو الدول النفطيّة، والانتاجات الاستعراضيّة الضخمة… ويتنقل أسمر إلى محطات خاصة متكاثرة، مستعيداً التجربة. استوديو بسيط، عند المنعطف بين الأبيض والأسود والألوان الطبيعيّة سيكام، ولعبة مشوّقة تديرها صونيا بيروتي، ولجنة تحكيم من الكبار، وفرقة يقودها رفيق حبيقة، ومواهب شابة كان سيمون أسمر يصنع من خلالها المستقبل. بعد الحرب أعيد احياء التجربة، واستنسخت بأشكال كثيرة، بعضها حقق الانتشار والرواج. لكن الدهشة لم تكن نفسها، ولا الخيوط التي أمسك بها سيمون أسمر بأنامله السحرية، في بيروت السبعينيات، مختبر الابتكارات والحداثة. تحيّة تفصيليّة غداً في

 

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى