فايا يونان في الشام… كخفق العطر!

 

شيء ما في شخصية المغنية السورية فايا يونان يجعلها تشبه بطلات الروايات الحالمة! تقطع خطواتها على «مسرح مدينة المعارض القديمة» في دمشق بمنتهى الخفّة، من دون أي تكلّف. بفستان كحلي بسيط، وتسريحة شعر أنيقة، وابتسامة تزيّن وجهها طوال الحفلة التي جرت قبل يومين في الهواء الطلق، ترسم الصبية الحلبية قلب حبّ لجمهورها قبل أن تبدأ برنامج سهرتها العامرة. كلّ ما فيها يحيلنا إلى كلمات نزار قباّني الشهيرة التي غنتها ماجدة الرومي: «كالضوء مررت، كخفق العطر».

كيف لا نتذكر الرومي وقد حضرت يونان للمرة الأولى إلى ميدان الشهرة في صقيع استوكهولم، وهي تؤدي أغنيتها «غنّي للحب»، فراحت الصفحات ترحّب بـ «اللاجئة السورية التي أسرت الجمهور بحضور وصوت ملفتين»! سيكون من المميز وجود مجموعة من الشباب بأعمار صغيرة بين جمهور الحفلة، يحفظون عن ظهر قلب كلمات أغنيات يونان، على الرغم من أنّ النمط رصين يجافي شعبوية ومزاج الموجة السائدة. سيردّد الحضور الأغنيات، ويعاد تردادها بعد نهاية الموسيقى! الطلبات من خارج البرنامج حاضرة وفايا ستلبّي بكرم، حتى ولو لم تكن الفرقة قد أجرت بروفات عليها. ستغني وحيدة لعيون الجمهور. جمهور صاحبة «يا قاتلي» يشمل مغنين أيضاً، أمثال ميس حرب وليندا بيطار والمايسترو عدنان فتح الله، وعدد من الشعراء الذين تتعامل معهم كعدنان الأزروني ولما القيّم!

كلّ ما يجري على المسرح حتى حمل المايكرفون وإعادته إلى قاعدته مرّات عدّة بتردّد وحيرة، وتقليد اللهجات السورية تحبباً، وإصراراها على حمل العلم غالبية أوقات الحفلة، والرقص الناعم، والتصفيق ومخاطبة الجمهور بلغة العيون، يؤكد أنّ نجمة تلك الليلة عفوية إلى حد الإفراط. في شخصيّة فايا يونان تفاصيل موغلة في الخصوصية، وفي الكاريزما وفي حركاتها على المسرح غنى لا بد من التقاطه بتمعّن ومزاج. كلّ ذلك سيجعل الغناء المباشر بموهبة ساطعة مجرّد تحصيل حاصل وسط سلسلة أشياء آسرة!

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى