فن و ثقافة

مكاشفات اتحاد الكتاب العرب يفتح ملف الإعلام: الإعلام يراوح ، ويحتاج إلى مهنية !

مكاشفات اتحاد الكتاب العرب يفتح ملف الإعلام: الإعلام يراوح ، ويحتاج إلى مهنية !… بين الإعلام والثقافة علاقة تبادلية وتكاملية كل منها يؤثر ويتأثر بالآخر، الأولى وسيلة تواصل وتفاعل إحدى وظائفها التثقيف والثانية بدورها تقدم مادة ترفد الإعلام باحتياجاته المتنوعة.

وللوقوف عند تلك العلاقة نظم فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ملتقى حواري تحت عنوان الإعلام في خدمة الثقافة بمشاركة كل من الإعلاميين (عماد نداف. جمال الجيش . سامر الشغري ) ، وتناولت الندوة التي أدارتها سمر التغلبي عدة محاور تتعلق بدور الإعلام في تعزيز الثقافة والخيارات الأفضل في تعزير تلك العلاقة من حيث التوجيه أو التقيد أم الحرية في العمل الإعلامي، ودور الرقابة على المؤسسات الإعلامية (الحكومي- الخاص)، وإعادة قراه نقدية تحليلية في الخطاب الإعلامي السوري.

وإذ بنا ننطلق من خطاب ورؤية كل من السادة الاعلامين في قراءة لفهم الواقع الثقافي والإعلامي الحالي السوري بكل ما يحمله من إشكاليات فخير معبر عن الهم صاحبه ولنلقي الضوء على أهم ما جاء فيها.

في بداية الحوار ألقى الكاتب الصحفي عماد ندّاف بحجر ثقيل في مياه راكدة ساكنة أحدثت دوائر من التساؤلات المتداخلة وحركت الحوار بقوله “يجب الاعتراف بأنه لا يوجد إعلام في سورية، وأن هذا الاعتراف لا يضر، فكيف نناقش هذا الدور وهو غير موجود” وبذلك قد أخرج الإشكالية من جزئها البسيط الى أوسع واشمل ليتعلق بدور الإعلام ككل من حيث هو حاجة اجتماعية ،و طرح الندّاف بعدم الوجود ليس من الناحية المادية والشكلية بل من جهة المضمون والرسالة والمهنية الحرفية في الأداء التي غابت عن إعلامنا على حد تعبيره، ونوه الى “أن الإذاعة هي المنبر الوحيد المتبقي الذي لا يزال ينبض”.

وأضاف ” لا أتفق مع وجهة النظر الأحادية وهي تضر بالعمل الإعلامي والمهنية، والتنوع والاختلاف مطلوب كما يجب إعطاء مساحة للرأي والرأي الآخر تحت مشروع وطني “، وهذا كما هو متعارف عليه من مسلمات أية عملية تطوير إعلامي فالتنافس يخلق روح إبداعية ويدفع الى تحسين نوعية المحتوى المقدم، والحرية المسؤولة في الطرح وانتقاء المواضيع هي التي تستقطب جمهور أوسع عندها تنشى الثقة بين المتلقي والمرسل، مقاربا الإعلام بالصناعة من حيث أنهما حرفتا تستوجبان التجديد للبقاء.

بدوره قال الصحفي سامر الشغري ” أن هناك اختراق تعرضت له وسائل الإعلام التقليدية من جهة مواقع التواصل الاجتماعي ويجب وضع رقابة على ما تقدمه، ونجاح الإعلام في التعاطي مع الحالة الثقافية مرتبط بنجاح المثقف وعليه أن يكون جماهيريا منفتحا لا نخبويا، والمنتج الثقافي هو من يفرض نفسه وما الإعلام سوى صدى ومرآة عاكسة “، وهذا يقودنا الى السؤال التالي ماذا سيبقى للمثقف والإعلامي من مساحة للتحرك كل ضمن مجاله إذا ما حاصرته رقابة اجتماعية وسياسية ودينية وإدارية ….، يجب علينا طرد فكرة وسلطة الرقيب من عقلنا، إذا ما أردنا ل إعلامنا التقدم ومواكبة مجريات العصر وإلا سنبقى ندور ضمن حلقة من التابوهات المحرمة، والإعلام من وجهة نظرنا وعاء واسع قادر على استيعاب وتقديم كافة الآراء نخبوية كانت أم شعبية فالجمهور المتلقي ليس بكتلة واحدة متماسكة متجانسة.

من جهته قال المذيع  جمال الجيش ” كان الإعلام السوري يتصدر قائمة الإعلام العربي، والثقافة كانت حاضرة في الصحافة الورقية والدوريات وبنسبة أقل في مجال الإذاعة والتلفزيون، وإن إطلاق المقولة على المادة الثقافية أنها جافة ليس إلا جهل بالعملية الإعلامية التي تقدمها وتهميش للثقافة والمثقف، وليس هناك من موضوع أو حالة ثقافية غير قابلة للتعاطي بالطريقة المناسبة “. وأشار إلى ” كيف يمكن ممارسة دور رقابي في هذا العصر المنفتح نحن بحاجة إلى ثقافة معيارية تنتج انساق تشكل أرضية يؤسس عليها، وعلى الإعلام الموجه أن يتمتع بالذكاء والخبرة والحرفية واحترام لعقلية المتلقي مع إعطاء مساحات من الحرية غير المنفلتة “.

ومن خلال تلك الآراء للعاملين في المجال الإعلامي السوري نرى كيف انزاح الحوار من علاقة دور الإعلام بالثقافة إلى إشكالية الإعلام، فكيف للجسد أن يقوم بمهامه المتعددة إذا لم يكن معافى وسليم، فالأولية هي استعادة الأصل الوظيفي لإمكانيته ليؤدي الدور المنوط به، ليتضح لنا بذلك عدة وجهات نظر من جهة عديمة الوجود الإعلامية وضرورة النظر إلى واقع إعلامي أكثر مواكبة للعصر والمتطلبات الراهنة من ثقافية وسياسية واجتماعية …، إلى وجهة النظر التقليدية الداعية ضبط وتسير الإعلام وفق خطوط مسير لها.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى