الشمس تنعم بإجازة هادئة في صيف 2019

 

قال علماء من معهد الأشعة السينية الفلكي الروسي، إن الشمس خلال صيف 2019 كانت في وضع السبات الكامل ولم يصدر عنها أي توهجات، ما ينبئ بتغيرات جدية على النجم المركزي للمجموعة الشمسية. وتثير االتوهجات أو ما تسمى أيضا العواصف الشمسية اهتمام العلماء لأنها تؤثر في النهاية على ظاهرة الاحترار المناخي الذي يعاني منها كوكب الأرض.

وقال بيان المعهد: “لم يتم رصد توهج شمسي واحد من الأشعة السينية حتى من صنف سي أو أعلى (أدنى مستوى يمكنه التأثير في الأرض) خلال فصل الصيف لعام 2019”.

ولفت الخبراء، وفقا لموقع “روسيا اليوم” أن آخر توهج شمسي ضعيف انتهى في 15 مايو/أيار الماضي، أي قبل 112 يوما، وأن “هذا رابع أطول فاصل بين التوهجات الشمسية في تاريخ المراقبة، يلاحظ خلاله انعدام تام لنشاط الشمس”.

ويوضح علماء المعهد أن سبب انعدام التوهجات في الشمس وكذلك اختفاء البقع على سطحها، هو انعدام تام تقريبا للمجال المغناطيسي عليه، الذي يعتبر مصدر الطاقة للنشاط الشمسي.

وعن تأثيرات توقف الشمس عن إصدار التوهجات يوضح الخبراء أن “انخفاض عدد التوهجات على الشمس بحد ذاته لا يقلق، ولكنه قد يكون علامة لتغيرات جدية على الشمس، يمكن أن تكون سببا في حصول تغيرات كثيرة على الشمس بما فيها انخفاض سطوعها وإشعاعها وفي نهاية المطاف تغيرات في المناخ على الأرض”.

ويجهل علماء الفيزياء السبب الذي يجعل الشمس تنفث التوهجات الشمسية، ويأملون أن يتمكنّوا من تحديد السرعة والكثافة لهذه التدفقات العنيفة عن طريق مراقبة الإيونات والإلكترونات التي تشكّل الغلاف الجوّي للشمس والعواصف الشمسية.

وتحدث بسبب عجز الحقل المغناطيسي لكوكب الأرض عن مقاومة  قوة هذه التوهجات التي تظهر كبقع سوداء في قرص الشمس.

وبحسب علماء الفلك، فإن الحقل المغناطيسي في كوكب الأرض يحمي البشر من الشحنات الكهربائية الشمسية لقدرته على صدها، ودفاع الأرض يحيل هذه الشحنات الى القطب فيولد الشفق القطبي، اما حين تكون هذه الشحنات قوية، فيتلقى الحقل المغناطيسي صدمة، ولا يقوى على المقاومة.

ولدراسة هذه الظاهرة أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في أغسطس/آب الماضي مهمتين لتعقب التوهجات خلال مغادرتها من الشمس، بهدف مساعدة العلماء على فهم  تشكل هذه الظاهرة وتأثيراتها على المناخ.

ومن المقرر أن تدرس المهمتان اللتان ستضمان أربعة أقمار صناعية ومركبتين فضائتين، كيفية إطلاق الشمس للجسيمات المشحونة من الغلاف الجوي العلوي والتي تسمى الإكليل، في النظام الشمسي، وكيفية تفاعل الجسيمات المشحونة في هذه الرياح الشمسية مع الأرض.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى