تكهّن بغرق التايتانيك قبل 26 سنة وغرق معها

 

خلال الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 من شهر أبريل 1912، عاشت البشرية على وقع واحدة من أسوأ الكوارث البحرية، حيث شهدت تلك الليلة حادثة غرق سفينة التايتانيك في عرض المحيط الأطلسي عقب اصطدامها بجبل جليدي، وقد أدّت هذه الفاجعة إلى وفاة ما يزيد عن 1500 شخص ولم يتجاوز الناجون 700 شخص.

وقبل مغادرتها لميناء مدينة ساوثهامبتون باتجاه نيويورك، لقبت التايتانيك بالسفينة التي يستحيل أن تغرق، بسبب حجمها الهائل ووسائل الرفاهية الموجودة بها، ولوازم السلامة التي وفرها المسؤولون لإبقائها طافية في حال حصول الكارثة، في الأثناء، جاءت حادثة الجبل الجليدي بعرض المحيط الأطلسي لتثبت عكس ذلك، فإضافة لغرقها نحو قاع المحيط، وزوال أسطورة السفينة التي يستحيل أن تغرق، عرفت السفينة فشلا ذريعا فيما يخص أهم وسائل السلامة، حيث عانت من نقص فادح في عدد قوارب النجاة، وهو ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى.

خيال قاتل.. القوارب لا تكفي!

قبل نحو 26 عاما من حاثة غرق التايتانيك، حذّر الصحافي البريطاني وليام توماس ستيد (WilliamThomas Stead) من خطر إجراءات السلامة الضعيفة لمجابهة الكوارث وقلة عدد قوارب النجاة بالسفن التي تبحر لمسافات بعيدة، فعن طريق مقال بجريدة “Pall Mall Gazette” البريطانية، نقل وليام توماس ستيد قصة خيالية بعنوان “كيف غرقت سفينة البريد البخارية بعرض الأطلسي، بقلم ناج” حدّث من خلالها عن كارثة شبيهة بتلك التي تعرضت لها التايتانيك سنة 1912.

وعلى حسب قصّته التي كتبها سنة 1886، تحدّث وليام توماس ستيد، عن شخص يدعى توماس، ركب سفينة حديثة الصنع خلال أول رحلة لها عبر المحيط الأطلسي، ومنذ البداية، حاول توماس لفت انتباه المسؤولين لقلة عدد قوارب النجاة بالسفينة وخطورة ذلك على الركاب في حال وقوع كارثة، ومع فشله في إقناعهم، أبحرت السفينة لترتطم في عرض المحيط بسفينة أخرى، وتغرق متسببة في مقتل 700 من ركابها ونجاة 200 فقط، وقد كان توماس من ضمن الناجين حيث قفز الأخير في الماء قبل أن يسبح نحو أحد قوارب النجاة.

وسنة 1892، كتب وليام توماس ستيد قصة ثانية بعنوان “من العالم القديم إلى العالم الجديد”، تحدّث من خلالها عن سفينة غرقت بشمال المحيط الأطلسي عقب ارتطامها بجبل جليدي، وعن قدوم سفينة أخرى لإنقاذ الناجين.

دعوة رئاسية إلى قاع المحيط!

لسوء الحظ؛ لم تحظَ قصص وليام توماس ستيد بأي اهتمام يذكر، حيث تجاهل الجميع تحذيراته حول قواعد السلامة، وأعداد قوارب النجاة الضئيلة على متن السفن التي كانت تبحر عبر المحيط الأطلسي.

خلال ليلة غرق السفينة الشهيرة في سنة 1912، كان وليام توماس ستيد شاهدا على تحقق القصص التي ألّفها قبل عقود، حيث استقل سفينة التايتانيك لحضور أحد مؤتمرات السلام بنيويورك عقب تلقيه دعوة رسمية من الرئيس الأميركي ويليام هاورد تافت (William Howard Taft)، وأثناء هذه الرحلة، توفرت على متن التايتانيك قوارب نجاة لنصف الركاب، فضلا عن ذلك لم يكن طاقم السفينة مؤهلا للتعامل بشكل جيد مع مثل هذه الحوادث، واضطروا في أغلب الأوقات لإشهار مسدساتهم لإجبار الركاب على الحفاظ على هدوئهم.

كان اسم وليام توماس ستيد ضمن قائمة ضحايا التايتانيك، وعلى حسب شهادات بعض الناجين، ساعد الأخير النساء والأطفال على ركوب قوارب النجاة، ومنح سترة نجاته لأحد الركاب، قبل أن يغوص نحو القاع مع السفينة.

العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى