قصة اكتشاف اليورانيوم.. وسرّ “التسمية الفلكية”

 

منذ القديم، اتجه الإنسان لاستخدام اليورانيوم (Uranium) على شكله الطبيعي المعروف بثنائي أوكسيد اليورانيوم (Uranium dioxide) لتلوين الأشياء وإضفاء جانب من اللون الأصفر عليها.

لكن خلال العام 1912، اكتشف أحد الباحثين بجامعة أوكسفورد داخل فيلا رومانية يعود تاريخها لعام 79 الميلادي موجودة بكاب بوسيليبو (Cape Posillipo) قرب خليج نابولي، فسيفساء زجاجية صغيرة ملونة بالأصفر احتوت على ما يقارب 1 بالمئة من أملاح اليورانيوم. وأثناء العصور الوسطى، اتجه العديد من العاملين في مجال صناعة الزجاج بأوروبا للاعتماد على اليورانيت (Uraninite) المعروف أيضا بالبتشبلند (pitchblende)، وهو خام معدني نشط إشعاعياً وغني بثاني أكسيد اليورانيوم، لتلوين الزجاج.

ويصنف العالم الألماني مارتن هاينريش كلابروت (Martin Heinrich Klaproth)، المنحدر من قرية فيرنيغيروده (Wernigerode) كأول من اكتشف العنصر الكيميائي “اليورانيوم”. فأثناء فترة عمله بمختبره ببرلين عام 1789، أقدم كلابروت على إذابة البتشبلند في حمض النيتريك (حمض الآزوت) قبل أن يحيّد المحلول الذي تحصّل عليه عن طريق هيدروكسيد الصوديوم (Sodium hydroxide ) ليتمكن في النهاية من الحصول على مركّب أصفر. بالتزامن مع ذلك، آمن كلابروت بفرضية أن المادة الصفراء أوكسيد لعنصر طبيعي لم يكتشف بعد فعمد لتسخينها عن طريق الفحم النباتي ليحصل على مسحوق أسود اعتقد أنه عينة من المعدن الذي اكتشفه حديثاً.

في حقيقة الأمر، لم يكن هذا المسحوق الأسود إلا أوكسيداً لليورانيوم. وإلى ذلك، اتجه مارتن هاينريش كلابروت لتسمية هذا العنصر فأطلق عليه بعد تفكير طويل اسم اليورانيوم حيث اقتبس العالم الألماني هذا الاسم من اسم كوكب أورانوس (Uranus) الذي اكتشف عام 1781 من قبل الفلكي والملحن الألماني الأصل ويليام هيرشل (William Herschel) فسمي بدوره نسبة “للإله أورانوس” في الأساطير الإغريقية.

وقد انتظر العالم حلول العام 1841، ليتمكن الكيميائي الفرنسي يوجين ميلكيور بيليجوت (Eugène-Melchior Péligot) من الحصول على أول عينة من معدن اليورانيوم عن طريق تسخين رابع كلوريد اليورانيوم (uranium tetrachloride) مع البوتاسيوم. وقد ظلت طبيعة النشاط الإشعاعي لليورانيوم مجهولة لحدود أواخر القرن التاسع عشر حيث تمكّن عالم الفيزياء الفرنسي هنري بيكريل (Henri Becquerel) سنة 1896 من إثبات ذلك ليتقاسم بفضل هذا الإنجاز رفقة كل من ماري وبيار كوري جائزة نوبل للفيزياء لعام 1903. لكن مع حلول أواخر ثلاثينيات القرن الماضي اتخذ مستقبل اليورانيوم منحى جديداً حيث نجح العالمان الألمانيان أوتو هان (Otto Hahn) وفريتز ستراسمان (Fritz Strassmann) في اكتشاف الانشطار النووي سنة 1938 لتبدأ العديد من الدول حينها في إجراء أبحاث لدراسة إمكانية إنتاج قنبلة ذرية.

العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى