بين قوسينكتاب الموقع

نحن …العنصرية

نحارب العنصرية … نرفضها .. نستهجنها .. نتأذى من آثارها ويؤلمنا الإحساس بها

 وننتقد الفوقية التي تعاملنا بها بعض الشعوب .. خاصة بعد التهجير واللجوء والحاجة للهرب من براثن العنف والموت والظلم التي طحتنا بها الحروب التي تعصف في منطقتنا لتكون الحرب المتوحشة التي فتكت بنا أكبر كاشف لعورة عقليتنا وأخلاقياتنا وانسانيتنا وأنظمتنا …!!

لم تكن الحرب هي السبب الرئيسي في كشف عقدنا وعنصريتنا ، بل كانت الشعرة التي قصمت ظهرنا وأظهرت أسوأ ما عندنا .. عنصريتنا وفوقيتنا وطبقيتنا،  لنكتشف مدى الانحطاط الذي يحيط بنا والمستنقع الآثم الذي نعيش به !! نعم اننا اكثر الشعوب عنصرية وتعصبا وفوقية !

فكيف هذا ؟!؟؟

شعور الفوقية واطلاق الأحكام وتقييم الناس شعور متأصل  … لا نشعر بمدى عمقه وتجذره الا حين نضطر للتعامل مع ناس مختلفين لا يشبهوننا !!!

عندها نكتشف مدى عنصريتنا و فوقيتنا والتي تربينا عليها وتشربناها ونحن لا نعي مدى سوئها الا عندما نبتعد ونراقب من بعيد !!!!

نعم !!!

نحن عنصريون الى أقصى الحدود !!

ننظر إلى كل  من يختلف عنا بالرأي أو الدين أو اللون نظرة فوقية قميئة، حتى ابن بلدنا والذي يسكن في منطقة مختلفة عن منطقتنا ننظر اليه نظرة مختلفة وفوقية احيانا … فكيف بالأحرى ننظر الى من يختلف عنا باللون والعرق والدين ؟!؟!

نحن عنصريون .. ننظر للآخر ونصنفه في خانات ضيقة مبنية على وجهات نظر اكتسبناها باللاوعي .. ونمارسها بمعرفة او عن غير قصد في اي مجتمع جديد نتواجد فيه .

نعي هذه الحقيقة ونلمسها عندما نتواجد في مجتمع خليط لا يشبهنا فنصنف الناس حسب الوانهم واشكالهم ومعتقداتهم .. ونعزل انفسنا عنهم ونحكم عليهم .. وننسى من نحن وكيف بالمقابل ينظر الينا هؤلاء الناس ايضا بنظرة قد تكون دونية .. مكتسبة من الاعلام والتسويق الاعلامي الذي يضعنا فيه الاعلام الممول الموجه و الذي يكسح العالم ويروج لشعوب ويحتقر اخرى ..!! ومن التعميم والصور النمطية التي يُلبسها الاعلام بكل أشكاله إلى الاجناس والأطياف والألوان البشرية ..

انها فن صناعة التطرف والعنصرية … والتي أحب أن اخوض بها أكثر في مقال قادم والتي تحتاج الى تفنيد وترتيب من التربية المنزلية الى الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والفن السابع الى السياسة والمصالح الدولية …

لنكتشف كم نحن بحاجة لنعيد النظر في تقييمنا وطريقة تربيتنا وتفكيرنا … !!

فكيف نعترف بعنصريتنا … ونتغلب عليها !! ونقبل الآخر ؟!؟

أسئلة نحن بحاجة لنجيب عليها قبل أي شيء لنتمكن من العودة الى حالة السلام التي نحتاجها ويحتاجها العالم بعد هذا الكم الهائل من العنف والحقد والكره الذي يحيط بنا.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى