بين قوسينكتاب الموقع

نصرة لمن ؟؟ !!

نصرة  لمن يحاول البعض ارسال رسائل تطمين الى من يعترض على وجود جبهة النصرة في سوريا ،معتبرا أنها حالة مؤقتة تنتهي بزوال النظام لتنتقل بعدها هذه العناصر الغريبة للجهاد في مناطق أخرى ..معتبرا ان جبهة النصرة هي أحد فصائل الجيش الحر الأكثر تنظيما وحنكة عسكرية ..تتمتع باخلاقيات عالية وتقدم مساعدات جمة للمناطق السكنية المحررة التي استولى عليها
الجيش الحر ..
لن ادخل في حيثيات أمور تضاربت فيها المعلومات والمعطيات بين مؤيد للجبهة ورافض  لها ..وبين مصفق لانجازاتها ومسوق لها على أنها المخلص المنتظر من نير النظام الغاشم الكافر .. وبين كاره لها ولتصرفاتها الاقصائية المتطرفة القائمةعلى  محاولة الاستحواذ على قيادة الفصائل والتحكم بالسلاح و بالاستراتيجية  الحربية ، و على رفع راية الاسلام والدعوة لاقامة دولة الخلافة الاسلامية معتبرا أنها لا تمثل الشعب السوري، وانها أبعد ما تكون عن ثورته ،خاصة فيما تقوم به من تفجيرات انتحارية تتبناها الجبهة وتعلن بفخر أنها من قام بهذا التفجير والذي يحدث في مناطق سكنية يذهب ضحيتها مدنيين ابرياء ..
رغم بعبع القاعدة والفكر الجهادي التكفيري الذي يرفضه السوريون عامة ويربطونه بتفجير وتدمير وقتل مدنيين ابرياء … منذ ظهور الفكر الجهادي التكفيري المنظم بدءا من الطليعة المقاتلة في حركة الأخوان المسلمين  في سوريا ب82 الى ظهور القاعدة في العالم بقيادة بن لادن وما تلاها من تفجيرات  الموت والقتل المرتبطة بالفكر الجهادي التكفيري .. الا ان اليوم يتحول هذا البعبع الى أحد أهم عناصر الثورة السورية ومحركها العسكري عند طيف كبير من المعارضة السورية ،رافضة اعتباره تنظيما ارهابيا  كما تسوق اميركا والغرب ومستشرسة بالدفاع عنه وعن اخلاقياته العالية يسوق له الاعلام الممول ، ويهلل ويبطل له المغيبين عن الواقع السوري والمدفوعين برغبة الثأر والانتقام .. فكيف تحول فكر القاعدة الى فكر محبب لدى
السوريين رغم انه ما زال اكبر تنظيم ارهابي عند البقية منهم ؟!!!
انه العنف والقتل والظلم وغياب العدالة والقانون ….. فالعنف يولد العنف .. والاستبداد يولد التطرف ..!!!
فالمظلوم يبتكر منقذ يتعلق به ..والمقموع يخترع مخلص يؤمن بقدرته على انتشاله من مستنقع الخوف والذل والموت .. انه واقع مأساوي مؤلم يدفع بعض السوريين الى تبني اي فكر لمجرد دحر النظام للتخلص من واقع الموت والمعاناة التي يعيشونها كل يوم تحت وطأة القتل والتدمير والتهجير …
فالمعضلة ليست جبهة النصرة فقط فقد تنتقل فعلا بعد انتهاء المهمة التي كلفت نفسها بها في سوريا الى مكان اخر في العالم يحتاج منها الجهاد والقتال.. المشكلة برأيي هي في 3 محاور أساسية:

1- عناصرها الغريبة عن السوريين وفكرها الجهادي واهدافها باسقاط النظام الكافر لاقامة دولة الخلافة الاسلامية .. بما قد لا يتوافق مع اهداف شريحة كبيرة من السوريين ولا يشبه اهداف ثورتهم التي قامت من أجل دولة حرة مدنية ديمقراطية …
2- المخلفات النفسية والفكرية التي ستتركها على جيل من الشباب والأطفال عاصروا استراتيجيتها ونمط حياتها وتفكيرها ليصبح نمط حياة جديد تظهر انعكاساته وردود افعاله في حياتهم المستقبلية … !!
3- وسم الغرب وأميركا والعالم ان الثورة السورية هي قاعدة وجهاد وتكفير …مما يوجب محاربتها ولو بأدوات النظام نفسها ..

إنها مجرد محاولة لاستعراض واقع الجبهة .. ومدى تأثيرها في وضع الثورة اليوم ومستقبل سوريا غدا ..
ليست اكثر من عرض وجهة نظر .. فبالنسبة لي من حق اي طرف أو شريحة ان تطالب بدولة الخلافة الاسلامية .. ولكن لا يحق  لاحد فرضها بالقوة .. فالشعب يختار شكل دولته عبر صندوق الانتخابات الحرة النزيهة .. التي قامت لاجله كل هذه التضحيات ….

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى