بين قوسينكتاب الموقع

وتبقى مصر أم الدنيا ……….

وتبقى مصر أم الدنيا .. بعد انتصار الثورة المصرية .. والتي قدمت نموذجاً حضارياً في انتصار ارادة الشعوب واسقاط أنظمة القمع والفساد والاستبداد ..استمر الصراع سياسياً وفكرياً بين القوى العلمانية والقوى الدينية، انتصر الأخوان في الانتخابات التشريعية والرئاسية ، وقبل الشارع المصري بمختلف شرائحه النتيجة بروح طيبة.
لكن اليوم أتت قرارات الرئيس المصري مرسي بمنح نفسه صلاحيات فوق دستورية لتشعل فتيل ثورة مصرية ثانية على الحكم الاقصائي الذي يحاول احتكار الدولة المصرية بحجة حماية مكاسب الثورة …
فشباب مصر الثائر لم يعد يرضى أن يعود الى حكم الاستبداد ولو ارتدى أنقى وأطهر الحلل .. ولن يقبل أن يقوده  نظام يختصر الدولة بجماعة أو حزب أو فكر.
وهاهو اليوم يعود الى الساحات معلناً ولادة ثورته الثانية .. ورافعاً لافتات .. لا للاقصاء .. لا للاحتكار لا لسيادة الرئيس،  فدولة المؤسسات والقانون هي ما قامت من أجله ثورات الربيع العربي.
وبما أن الاستبداد يولد التطرف .. خاصة في مجتمعاتنا العربية التي يعتبر الدين فيها عصب الحياة الاجتماعية ، فمن الطبيعي والمتوقع أن تلي أي ثورة مرحلة يسيطر عليها أصحاب الفكر الديني المتطرف كرد فعل طبيعي على سنوات القمع، ولكن من الرائع أن تسمع شباب الحرية في الساحات يعدون بثورة  ثانية وثالثة ورابعة ..  الى حين الوصول الى دولة العدالة والحرية والقانون.
فالمشكلة في مجتمعاتنا العربية ليست بالدين، فالدين هو قمة التعاليم الانسانية والأخلاقية ويخاطب الانسان في انسانيته ، جاء من أجل تشذيب المفاهيم الحياتية والارتقاء بالعقل والفكر. المشكلة اليوم هي في تسييس الدين بما يخدم مصالح جماعات أو أفراد .. بعيداً عن مصلحة البلد .. لتتراكم مع الوقت أخطاء من نوع جديد تؤدي الى ولادة ديكتاتورية جديدة.
لذلك لا بد أن يكون هناك دستور يستفيد من تعاليم الدين السامي ويجمعها في بوتقة واحدة لخدمة المواطن مهما كان دينه،  بما معناه فصل الدين عن الدولة ولكن الاستفادة من  تعاليم الدين وادخالها بمفاهيم الدولة الحديثة  من حيث احترام حقوق الانسان والمساواة بالعدل والقانون.
تجربة تخوضها اليوم بلدان الربيع العربي؛ تجربة قيادة الأحزاب الدينية .. علّها تكون ثورة على كل من يتاجر بالأوطان باسم العائلة أوالطائفة أوالدين لاعادة المفاهيم والشعارات الوطنية الى مسارها الصحيح بحيث يكون الدين لله … والوطن للجميع …

فمصر اليوم لا تستكين .. وتحاول بشتى الوسائل الحضارية .. الوصول الى الحرية والديمقراطية الحقيقية … لتبقى مصر أم الدنيا.

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى